منبر العراق الحر :
مــهــلاً فــدتــكِ الــروحُ لا لا تَــرحلي
نــعــيٌّ بــهذا الــناي يَــنوي مَــقتلي
تــيــهي بــأنغامي وَلــو فــي لــحظةٍ
واســتَقبلي مــا شِــئتِ مــنّي وَاقبِلي
وَتَــمايلي حَــولي وَحــومي وارتَــمي
وَتَــحــنّــني وتَــرقــقَــقي وَتــدَلــلَلي
يـــا ثــالــثاً مـــا مِــن ثــلاثٍ بــينهم
إلا عــلى ســاحِ الــهَوى في ساحِلي
ضــجّت بــيَ الآهــاتُ فاستَلقي على
بــوحِ الأَســى ما في فؤادي واجْمِلي
أنَّــتْ بــيَ الأحــزانُ مِن حيثِ الهَوى
غـــافٍ بــتلكَ الــعينِ بــينَ الــمَكْحَلِ
مَــن أنــتِ قــولي أنّــني تــلكَ الّــتي
قَــد تَــمنعينَ الــمَوتَ فــي لامِ البَلي
مــــا هــــذهِ الآهـــاتُ آهٌ مِــلــؤها
كَـــمْ مــن ثــغورٍ فــي حِــنوٍّ تَــغْتَلي
عــاثَــتْ وَكـــم دارَت بَــنــا احــزانُنا
طــــيّــاً بــطــيٍّ كــانــطواءِ الــمــغْزَلِ
اصــداءُ صــوتٍ تعتلي في حَسرَتي
حــتّى اســتفاقَت أنــجمٌ فــي يَــذْبُلِ
يــومــاً إذا مَــرَّت وَهــاجَتْ لــوعَتي
امــشي لَــها مَشيَ القَطا في حَنْجَلِ
مــالــي كَــتمتُ الــحبٌَ لا أَشــكو لــهُ
يــا لــيتَ قَــلبي في الهَوى لَم يُقْفلِ
مـــا بــيــنَ حَــتفي والــمَنايا مِــنجَلٌ
مَــن أفتى مَوتي في ثَنايا المِنْجَلِ؟
مـــاذا جَــنــى عــشّاقُها مِــن قَــبلِنا؟
مـــن أشــبــعَ الــلــيلَ بــلــيلٍ أَلــيلِ
مَــن أيقظَ الأمواتَ في جفنِ السُّهى
هــدَّت حُــصوني وارتَمَت في مَعْقَلي
واســتــفردَت تــجتاحُ قــلبي عِــنوةً
أَوفــــى وفـــاءَ الــحُــبِّ بــالــتَذللِ
دفءٌ بــعَــينيها الــتــي لَـــو أُســبِلَتْ
اجــفــانُــها روحٌ بــــراحٍ تَــصْــطَلي
مــن عَــلَُم الأَطــرافَ سِــحراً خاتِلاً؟
ارجـــوكِ رُقّــي وارحَــمي لا تُــسْبِلي
فــالــمُــغرمونَ الــنــازِفونَ مَــدامــعاً
أنّـــوا أنــيــنَ الـــزارعِ الــمُــتَحوْقِلِ
اُسْــري بــليلٍ طــوفي فــي أحــلامِنا
وَتَــرفَّقي فــي شَــرْحِ مِــمّا قَــدْ يَلي
مــالَت إلــيكِ الــروحُ أنّــى ســافَرَت
تَــحــنو حَــنــوَّ الــفــاقدِ الــمُــعْتزلِ
يـــا لــوحــةً فــاقَت رُؤى أوصــافِهم
خــالٍ وخــلخالٌ وصــوتُ الــمحْجِلِ
والــطــوقُ زاهٍ فــي مَــرايا خــصرِها
شــوقــي إلــيــها كــاشتياقِ الــسُنْبلِ
لــلــماءِ لــلــشمسِ الــتــي يَــرنو لَــها
زيــغُ الــحُبارى فــي مــزادِ المُبْتَلي
يــا شــامخاً بــينَ الــوَرى مَن بالوَرى
يــصــطافُ فــيــها حــالماً بــالمُثْقَلِ
ضــوعٌ ومــسكٌ تَــزهو فــي طياتِها
انــســامُ عــطــرٍ مِــن ودادِ الــمَنْحَلِ
روحـــي وَمــا أدراكَ رَوحــي هــاتَها
كــلَّــتْ كَــلــيلَ الــعــاجزِ الــمُتَكَلكِلِ
فــالــنافحاتُ الــشَعرَ يَــردينَ الــهَوى
فـــوقَ الــثَــرى مِـــن آخــرٍ لــلأوَّلِ
والــبــادياتُ الــجيدِ اخــبرنَ الــرَدى
يــــأتــي إلــيــنا واعـــداً بــالــمقْصَلِ
حــتــى اذا جُـــنَّ الــذي فــي حُــقِّها
صــاخَت بِــنا أرضــاً وصاحَت زَلْزِلي
راحـــوا وَغــابــوا وانــطَوَت آمــالُهم
مِـــن قــيسِها حــتّى بــعيرِ الــمنْخلِ
عـــودي ولــفّي خَــلفَهم ثــمَُ اســألي
مـــاذا جَــنــى بــاكٍ بــذكرى الــمَنْزلِ
فـــي أَهـــدلٍ مــرَّت تــواري حَــتفَنا
حَــسبي بِــها لاحَــت بــذاكَ الأهْــدَلِ
أيــنَ الِــلوى فــي أيِّ بــابٍ أُســقِطَتْ
لا خــيَّــلها حَــنَّــت ولا مِــن أَخْــيَلي
لا نــغــمةٌ فــاضَــت عــلــى شــطآننا
لا مِـــن غــنــاءٍ فــي صــفيرِ الــبلبُلِ
لا لا ولـــو ,لــولــو ولا, مـــاذا جَــرى
فـــي أحــرفٍ مــلَّتْ ســؤالَ الــسائلِ
هَــل يَــرضى هذا الحرفُ ما يَبدو لَنا
فـــي دوحـــةِ الأشــعــارِ كــالمولْوِلِ
قـــافٍ وقــفــقافٍ قِــفــا ثــمَّ ابــكيّا
لـــلآنِ مَــفــعولُ الــقَلا فــي الــقَلْقَلِ
لَـــم يَــكفِها فــي كــفٌِها مــن كــفْكَفٍ
فــاستَعسبتْ ذاكَ الــكَرا مِــن عَسجْلِ
والــفــرقُ فـــرقٌ شــاسعٌ فــي لــؤلؤٍ
مِـــن بــيــتِ طــهــرٍ تَــحنو بــالتَدللِ
حــســبي بــها لــو وصَّــفوا يــاقوتةً
مـــرَّت بــثوبٍ ســاحلٍ لــمْ يُــسْحَلِ
تــيــهي بــتَــيهٍ فـــي زمــانٍ خــادعٍ
واســتَنكري مــا بــانَ مــنّا واعْــذِلي
لا دارَهــــا يــومــاً عــرفــنا أهــلَــها
لا واهــمــاً فــيــنا أتــى مِــن حَــوْمَلِ
اعــدادهُــم زادَتْ ومـــا زدنـــا بِــهــا
والــنقصُ بــاقٍ فــي الوَرى لَمْ يَكْمُلِ
والــبحرُ كَــم أرخــى ســدولاً حَولنا
مُــســتَثقلٌ يَــجثو عــلى مُــستَثقلِ
لا زهــــرةٌ لــلــشــمسِ لا عــبّــادُها
ســـاروا مــسارَ الــسينِ بــالسفرْجَلِ
لا روضـــةٌ فــاضَــت بــزهــرٍ يــانــعٍ
لا مـــرَّ فــي بــغدادَ ظــلٌّ عَــسْقَلي
لا أوَّبٌ قَـــد جــالَــسوا رَيــعَ الــصِبا
لا ســامَروا أطــيافَها فــي الــمَحْملِ
تــأتــي بِــمــا فــيــها إذا مــا اقــبلَتْ
يــاوَيــلنا لـــو أدبـــرَت لَـــم تُــقْبِلِ
نــاطرتُ خــلّي فــوقَ جــمرِ المُلتَقى
وَحـــدي ولــكنّي بــصَبري اخْــتَلي
الــعــالُ عـــالٍ والــدُنا تــحتَ الــدُنا
مـــا غـــرَّ بــالعالي ســوادُ الأسْــفلِ
لاحــوا ومــا لاحَت نجوماً في السَّما
أبــراجــهُم لـــو شُــيَّــدَتْ بــالمِعولِ
والــعــارُ مــعيّارُ الــذي قَــد يَــنحَني
فــالــشسعُ يَــرجو خِــفةَ الــمُسْتنْعِلِ
اســكبْ دمــوعَ الــعينِ فــالجفنُ بِلا
ســاقي الــهَوى لا يَــرتَوي بــالمكْحَلِ
واســتنطقي صــمَّاً ســيأتيكِ الصَدى
فـــي وَزنِ فــعــلٍ فــاعلٍ مُــستَفْعِلِ
مـــا قــالــها يــوماً جــريرٌ واشــتَرى
حُــكْماً جــرَت فيها حروفُ الأخطَلِ
جـــاوزتُ حـــدّاً لا يَــرى أضــواءَها
إلا مــرومــاً رامَ نــجــماّ مِـــن عَــلي
واســتَشكَلوا ظــنَّوا وغــابَت أســطرٌ
مــا بَــينها حــرفُ الــهَوى لَم يُشْكَلِ
مِــــن أيِّ بـــابٍ نــرتَــجي يــاءاتَــنا
تَــستَنزفُ الــتاريخَ فــي يــاءِ الــبَلي
صــحراءُ عُــشقي زورقٌ يــمشىي بنا
لــكــنَّهُ الــســكرانُ قَـــد بــانَ جَــلي
أرضٌ يَــبــابٌ ســـاورَت ريــعَ الــصَبا
حــلَّت مِــن الإحــرامَ مــا لَــم يُحْلَلِ
مــهــلاً فــدَتــكَ الــروحُ أنّــي تــائبٌ
عَــن كــلِّ مــا جاسَت وخَطَّت أَنمُلي
قَــلــبي أنـــا بــالــشعرِ أمــسى نــائباً
عَــن دعــبلٍ ذاكَ الــذي مِــن خَزعلي
لــكــنَّــني حِــلــوٌّ مَــزاجــي حَــنــظلٌ
كــم شــفَّ بــالترياقِ طــعمُ الحَنظَلِ
كــم خــولةٍ خــلَّت بــعَهدي وانطوَت
لــكــنَُها عــامَــت بِــبَــحري الــكــاملِ
واســتَسلمَت مــثلَ الهَوى بينَ الهَوى
فـــي مــعضلٍ زادَ الــشقا بــالمُعْضِلِ
لـــلآنِ مــازالَــت تـــواري لــحــظَتي
مـــا غَــرّهــا قَــولي لَــها وتَــبسمَلي
لَـــو أنَّ لــيــلى غـــادَرَت اشــعــارَنا
هَــلْ نَمشي بالساقينِ دونَ المَفْصَلِ؟
قَــدْ نَــطلبُ الــتيجانَ نَــمضي خلفَها
مـــا عــانــقَ الــتيجانَ هــامَ الأرْمَــلِ
مــــا جَــمَّــل الــعَــينينِ إلا أسْـــوَدٌ
غـــرَّت ومــا تُــغرينا عــينُ الأشــهلِ
مَــن عــلَّم الأقــواسَ تَــرمي سَــهمَها
الــسهمُ مــن عــينينِ بابُ المَدْخَلِ
مـــا روَّضَ الــجــيشينَ إلا عــطــرُها
مِــن طــيباتِ الــعطرِ عــودِ الــحَرْمَلِ
والآن مُــرْنــي كَــيــفما شـــاءَت لَــنا
لَـــن نَــرتَــقي إلا بــســاعٍ فَــطْــحَلِ
أو مـــارقٍ يَــرجــو وَمِــن ارجــاسِها
مــا فــي الــمُنى فــوقاً وفيها يَعْتَلي
آلــيــتُ ألا أنــحــني فـــي غُــربَــتي
عِــرقي فــمِن بَــغدادَ حَــتّى الموصِلِ
لَــو كــنتُ في كوفانَ في وادي طِوى
أشــكو لــمَن؟ غــيرَ الحبيبِ المرسلِ
أو كــنتُ فــي كــربِ الــبَلا مُــستَلفعاً
أرضَ الــشــفيعِ الــخــاشعِ الــمُتَذللِ
لا يَــرجــو غــيــرَ اللهِ إن قــادَ الــلوا
لــــلــهِ در الــعــاشــقِ الــمُــســتَبْسلِ
أو كــنتُ فــي الــطوسِ التي رُكبانُها
جــاسوا خِــلال الــدارِ لَو قالوا عَلي
أو كــنتُ في الشامِ التّي فيها اعتَلى
صـــوتٌ تَــحدى حَــومةَ الــمُستَقتِلِ
لَـــم يــشــهَدِ الــتاريخُ فــيهُم عــيبةّ
رغــمَ الــعِدى وَالــعادي والــمستَبْذِلِ
مَــهــما تَــولّــى الــعرشَ بــاغٍ مــدعٍ
أو حـــالَ دونَ الــحقِّ زيــغُ الأَحْــولِ
يــكــفيهمُ بــالــفضلِ جـــازٍ فــضلُهُم
اســبــاطُ طـــه الــراكــعِ الــمُــتَزمِّلِ
هـــدَّت عُــروشاً جــمعُها حــازَ الــذي
مــا فــي الــسفيه الــتافِه المُستَفْحِلِ
لــكــنَّــها قــــالَــتْ وَمــــالــوا كــلُّــهمْ
كــالسرجِ تــحتَ الراكبِ المُستَعْجِلِ
هــزَّت مَــنايا الــخوفِ فــي ابراجِهم
ضــاقَ الــمَدى فــي الباسلِ الشَمَرْدَلِ
يـــا وَيـــل قَــلبي راعــهُ داءٌ ظَــبي
هــل يــنفعُ الــمَكلومِ ما تَستأصِلي؟
إنَّ الــجــراحاتِ الــتــي عَــجَّت بِــنا
مـــن سَــبيِّ آشــورٍ وَحــتّى الــبابِلي
غــصَّــتْ كــمــثلِ الآهِ فــي حَــلقومِنا
تَــشــغو كــشَــغيّ الــمُنسرِ الــمتَسللِ
عــامَــتْ بــبحرٍ مــاجَ فــي أمــواجها
شــاهَت شــفاهُ الــضيمِ فينا تَصْطَلي
الــــكــلُّ بــالــتبديلُ يَــجــني ثــمــرةً
إلا الــمَــنــايا أمــــرُهــا لَـــم يُــبْــدَلِ
الــشــيبُ بـــادٍ والــحُبارى هــاجرَتْ
ذُبــنــا وذابَـــت فــي غــناءَ الــعَندَلِ
كَــمْ جَــندَلتْ في الحُبِّ مِن عُشّاقِها
نــاعي الــهَوى لا يَــصغي لــلمُجَنْدلِ
رَقــمي وَحــيدٌ فــي الــوَفا أو واحــدٌ
حــتّــى وإن مـــا بـــانَ بــالــتَسلْسِلِ
تَــمــشــي الــهــوينا مــالَــها لا هــيَّــةً
أولــى بِــها لــو نــسَّمَت فــي شَــلْشَلِ
كــالــريمِ لـــو بــانَــت بــأيكٍ مُــفرعٍ
يَــرنوها غــادٍ فــي خطى المُستَرسِلِ
فَــلــربَّــما تَــصــطادُها أُســـدُ الــفَــلا
مِــن غــيرِ نــابٍ أو خــلافِ الأَرجــلِ
وَلــربٌَــما يَــحــنو لَــها نــسرٌ أتــى
يَــزهو بِــخلخالٍ خَــلا مِــن خَــلخلِ
بــحــرٌ وصــحــراءٌ وشـــوقٌ عـــارمٌ
يــالَــيــتني مِــنــها وَفــيــها مَــنــزلي
أَهـــدى مِــن الأبــراجِ مِــن أضــوائِها
لــلــعــاشقِ الــمــأمــولِ والــمــتَــأمِّلِ
=====================================
منبر العراق الحر منبر العراق الحر