منبر العراق الحر :
كَفكفْ دُموعَ العَينِ قُلْ لا تَدمَعي
إنَّ الّــتي تُــبكيكَ قَد كانَتْ مَعي
إنَّ الّــتــي تُــبكيكَ ريــمٌ حَــسبُها
عَــينانِ فــي بــيدٍ أبادت أَضلُعي
إنَّ الّــتي أَضــناكَ يَــوماً عِــشقُها
عــشّــاقُها كُــثــرً وان لَـــم تَــدَّعِ
فــي كُــلِّ يَــومٍ مــارِقٌ يَــرتادُها
لَــيلاً وَهل بالحُسنِ مَن لَم يَطمَعِ
نــاغيتُها مُــذْ كُــنتُ طــفلاً حانياً
مَــهما كَــبرنا صَوتُها في مَسمَعي
لــم تَــرضَ بــالتَقبيلِ إن وَدَّعتَها
تــأتيكَ بــالأَحضانِ قَــبلَ الأذرُعِ
قَــبَّــلتُها تَــســعاً وَلــكــن قَــبــلها
فــي كُــلِّ ألــفٍ ألفُ لي لَم يَشبَعِ
مــازالَ ذاكَ الــثَغرُ يَــرجو قُــبلةً
حــتّى كــأنّي راحــلٌ لَــم يَــرجَعِ
لَــم تَــرتوِ الأشــواقُ مِن أَحضانِها
فــي كُــمِّها أَلــهو بــأحلى مَخدَعِ
رضّــاعُها أَبــقى وَكم في صَدرِها
شَهدٌ وَطعمُ الشَهدِ ذا في أصبعي
إنَّ الّــتــي تُــبكيكَ نــبعاً صــافياً
بــحرٌ وَلــكِن نَــبعَها مِــن مَــنبَعي
لــكــنَّها قــالَــت وَكَـــم أحــبَبتُها
أَوفــاكمُ ذاكَ الــذي لَــم يَــخضَعِ
بَــغدادُ يــا أُمّــي الّــتي عــاتَبتُها
لا تَــقبلِ الــشَكوى كــأَنْ لَم تَسمَعِ
مــازالَ فــي الأَوداجِ جُــرحٌ غائِرٌ
يَــستامُها دهــراً وَمــا مَــن يَفزَعِ
قــالَت وَهلْ مِن عاشقٍ غَير الذي
يَــأتيني بــالأَحضانِ من مُستَمتعِ
مِــن غَــيرِ ثَــوبٍ هــا أَنــا عُريانةٌ
والــسِترُ عِــزّي بــاقياً لَــم يُــنزَعِ
آهٍ وَلــيــتَ ألآهُ مـــا طــاوَعــتُها
إلاّ إذا شَــجَّــت خَــفايا أَضــلُعي
أقـــوالُ طـــاغٍ غــادرٍ مُــستَعمرِ
قَد قَطَّعَ الأوصالَ مَن فينا يَعي؟
إنَّـــا بَــنــو عَــدنانَ يَــكفينا بــها
لــلــهِ كَـــم مِــن سُــجَّدٍ أو رُكَّــعِ