كنتُ طفلة الدراما…..امل عمر

منبر العراق الحر :

في صِغَري ، كنتُ طفلة الدراما..
أدَّعي الإغماء لأهرُبَ من حصة الحساب..
تصر أمي أن اشرب الحليب
أو تغلق التلفاز
فتبدأ الدراما ،
تداهمني تشنجاتي الوهمية و أفقِد وعيي
فتهرع بي أمي للمَشفى..
يكتشف الطبيبُ خِدعتي ،
يهددني بحقنة ،أفيقُ في الحال
كنت لا أعرف ما افعل بنفسي
بمشاعري الغريبة
بالمخلوقات تأتيني في الحلم
بعيونها الكبيرة، أجنحتها الاربعة و سيقانها النحيفة الطويلة
يريدون أخذي
فأصرخُ أصرخ ،لا أحد يسمعني
و أفيق من نومي مزعورة
جسدي يرجف و فراشي مُبتل.
أُعاقبُ بالتخويف بحقنة ..
كنت الطفلة الغريبة الاطوار
رافضة الحليب و الحساب و دروس الشيخ في الاجازة..
كنت اكره الشيخ،
أسنانه صفراء، رائحته كريهة و عنده عصاة
عندما أتاخر عن درسهِ يقول بأني سأذهبُ للنار
وحين أخفق في الحفظ، يخبرني بأني سأذهبُ للنار
و حين أبتسم لصديقي في الدرس
يخبرنا بأنّا في النار لا محالة
تجرأتُ ذات مرة
قلت له : الاطفال يذهبون للجنه و أنتَ ستَذهَبُ للنار
ضربني بعصاه ، آلمني كثيراً ، و ارسلني للبيت ..
كانت آخر مرة اذهب للدرس..
..
كُنتُ أُفَضِلُ أن تأخذني المخلوقات الغريبة من أن أشربُ الحليب أو اذهب للشيخ..
للمخلوقات الغريبة أجنحة..
و للشيخ عصاة
و الطبيب عنده حقنة..
و أنا أُريد أن أطير، لا أن أُضرَبُ بسوط
الآن
و أنا طفلة كبيرة
لا زلتُ أمارس هواية الهروب
أهرب من فراش زوجي
من مطبخي
من طي الثياب و إزالة الغبار
من إجتماعات العمل و لمّة الأقارب
الجيد في الأمر : لا يوجد طبيب يخيفني بحقنة
لا شيخٌ يحمل عصاه
أنا طفلة كبيرة و حرة
و لستُ مضطرةً لأكذِب،
لأدَّعي الإغماء ، كي أُصبِحُ غير مرئية.
امل عمر

اترك رد