أحدث التطورات في عملية ترميم الثدي

منبر العراق الحر :

تشكّل عملية استئصال الثدي جزءاً أساسياً في مرحلة العلاج لمريضة سرطان الثدي. القرار المتعلق بهذا الشأن يرتبط حكماً بتشخيص المرض، فعلى أساسه تُحدّد الحاجة للجراحة لاستئصال الورم وحده أو لإزالة جزء من نسيج الثدي أو لاستئصاله كاملاً.
في السنوات الأخيرة تغيّرت المقاربة في جراحة استئصال الثدي وترميمه، وفق ما أوضحه الطبيب الاختصاصي في الأورام السرطانية النسائية وفي جراحة الثدي ورئيس قسم الجراحة النسائية والتوليد في مستشفى “أوتيل ديو دو فرانس” البروفيسور دافيد عطالله، الذي شدّد على أهمية التواصل الواضح بين الطبيب والمرأة قبيل إجراء هذه الجراحة، لتكون على أتمّ استعداد لها.
ما هي عملية استئصال الثدي؟
تُعتبر عملية استئصال الثدي الوسيلة العلاجية الأقدم لسرطان الثدي. فقد وُجدت منذ أيام الرومان الذين اعتمدوها لاستئصال ورم ما كعلاج بدائي. الهدف من الجراحة هو استئصال الورم أو أنسجة الثدي كاملة أو جزء منها.  وفي ذلك، تختلف الجراحة بحسب نوع المرض، وما إذا كان محصوراً في موضع واحد او ما إذا كان عبارة عن كتلة واحدة، أو ما إذا كان أكثر انتشاراً.
ويتمّ اللجوء إلى هذه الجراحة بشكل خاص عندما يتبين أنّ السرطان قد انتشر في الثدي، فتكون ضرورية لاستئصال الورم من نقاط عدة، وفق ما يوضحه عطاله، الذي يشير إلى أهمية الجراحة لمريضة سرطان الثدي في حالات يحدّدها الطبيب، علماً أنّ هذه الجراحة قد تُجرى أيضاً إذا تبيّن أنّ المرض مترافق مع وهج، حيث تكون هناك حاجة لاستئصال الثدي كاملاً بعد العلاج تجنّباً لعودة المرض. وفي حالات معينة قد يكون من الممكن اللجوء إلى العلاج أولاً لتصغير الورم، قبل إجراء الجراحة.
هل تُجرى عملية الترميم والتجميل مباشرة؟
في السابق كانت عملية الترميم ووضع الحشوة الصناعية للثدي تُجرى مباشرة خلال عملية الاستئصال. لكن تبين لاحقاً أنّ نسبة 20 في المئة من النساء فقط كنّ يشعرن بالرضى جراء ذلك. فالمرأة ترغب بشكل جميل للثدي وليس هدفها زيادة حجمه. في كل الحالات، يوضح عطالله، أنّه في عملية التجميل لا يمكن الحصول على الثدي الذي كان للمرأة قبل عملية الاستئصال بنسبة 100 في المئة. فيجب أن تعرف أنّ الثدي لن يكون كما اعتادت عليه. فتبرز هنا أهمية أن يكون الطبيب واضحاً وشفّافاً معها قبل العملية، لتعرف ما ينتظرها بعدها.
أي تطور يحصل اليوم في عملية ترميم الثدي؟
حصل تطور مهمّ في عملية ترميم الثدي بشكل سمح بالحصول على نتيجة طبيعية أكثر وأقرب إلى الشكل الأساسي للثدي. فيوضح عطالله، أنّه حالياً تُسحب الدهون والأنسجة من موضع آخر في جسم المرأة كالمؤخرة أو البطن لتُحقن في الثدي. ويمكن أن تُحقن تحت الحشوة الصناعية، ما يسمح بالحصول على شكل طبيعي وأجمل. علماً أنّ الدهون الطبيعية التي من جسم المرأة تذوب بمعدل النصف مع الوقت، لذلك هي عملية تُجرى على مراحل عدة للحصول على النتيجة المرجوة، ومن غير المنطقي أبداً أن تُجرى في مرّة واحدة.
هل يتعارض أي من العلاج الكيميائي أو العلاج بالأشعة مع عملية الترميم للثدي كما يعتقد كثيرون؟
ما من تعارض أبداً بين عملية الترميم والعلاج الكيميائي، وما من مشكلة في إجرائها قبله أو بعده، بل يُتخذ القرار في ذلك بحسب حالة المرأة ونوع مرضها. أما بالنسبة إلى العلاج بالأشعة، فمن الأفضل أن تُجرى عملية الترميم بعد الانتهاء من جلساته لا بسبب الخطورة في ذلك، إنما لأنّ النتيجة يمكن أن تتأثر بالعلاج بالأشعة ويمكن أن يحصل تغيير فيها. وبالتالي قد لا تعود النتيجة جميلة، كما عند إجرائها أولاً. لذلك، ينصح عطالله بالانتهاء من جلسات العلاج بالأشعة أولاً قبل الإنتقال إلى عملية الترميم. فيما يشدّد على أنّ العلاج يبقى الهدف الأساسي ولا تهاون في ذلك. وسواء بالنسبة إلى العلاج الكيميائي أو العلاج بالأشعة، ثمة نساء تفرض حالتهن إجراء العلاج أولاً قبل العملية. من هنا أهمية دراسة حالة كل مريضة على حدة.
كارين اليان—-النهار العربي

اترك رد