طوفان الاقصى في يومه الخامس

منبر العراق الحر :

تعهّدت إسرائيل بتصعيد ردّها على هجوم شنّته حركة “حماس” الفلسطينية بهجوم بري، في حين تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن بدعم إسرائيل وأصدر تحذيراً لأي شخص قد يسعى للاستفادة من الوضع.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن عشرات من طائراته المقاتلة قصفت أكثر من 200 هدف خلال الليل في حي بمدينة غزة قال إن حماس استخدمته لشن موجة غير مسبوقة من الهجمات، معلناً أن أول طائرة تحمل ذخيرة أميركية هبطت في إسرائيل، بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها سترسل إمدادات جديدة من الدفاعات الجوية والذخائر وغيرها من المساعدات الأمنية إلى حليفتها لمحاربة مسلّحي “حماس”.
أدرعي: عمليات هجومية غير مسبوقة على غزة ‏
أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي  أن ‏‏”الجيش الاسرائيلي يشن عمليات هجومية في قطاع غزة لم ‏يسبق لها مثيل”. ‏

وقال: “نحن نقصف مناطق جغرافية شاملة يعمل منها ‏الإرهاب بشكل مكثف: بيت حانون وحي ارمال، وحي الفرقان ‏وغيرها من المناطق”. ‏

وأضاف: “الى جانب ذلك هناك أولوية عسكرية واضحة وهي ‏استهداف قادة الإرهاب في قطاع غزة” . ‏

وتشير وزارة الصحّة في غزة إلى أن ما لا يقل عن 950 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 5000 في القطاع الساحلي المكتّظ بالسكّان.
وقُتل أكثر من 30 شخصاً وجرح المئات في مئات الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة ليل الثلثاء الأربعاء، على ما أفاد مسؤول في حكومة “حماس” الأربعاء.

وطال القصف عشرات المباني السكنية والمصانع والمساجد والمتاجر، حسبما قال رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة سلامة معروف لوكالة “فرانس برس”.

وقال معروف إن قطاع غزة “يواجه كارثة إنسانية محققة مع توقّف محطّة توليد الكهرباء بشكل كامل خلال ساعات جراء نفاد الوقود… واستحالة استمرار تقديم كافة الخدمات الحياتية الأساسية”.

وأضاف أن الحكومة التي تديرها “حماس” في قطاع غزة “تطلق نداء استغاثة عاجل جدّاً للمجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية والإغاثية، بضرورة التحرّك السريع لإيقاف هذه الجريمة ضد الإنسانية”.

استهداف… وتعزيزات
وأوضح الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء أن القوّات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن ألف مسلّح فلسطيني تسلّلوا من غزة منذ مطلع الأسبوع، وجرى إرسال تعزيزات لكافة التجمّعات السكانية في إسرائيل في ظل اتّساع الأعمال القتالية لجبهات أخرى.

وفي اقتباسات نشرتها صحيفة “يسرائيل هيوم” على موقعها الإلكتروني، قال كبير المتحدثين باسم الجيش الأميرال دانيال هاجاري إن من بين أهداف “حماس” التي دُمّرت في الهجوم المضاد على غزة نظاماً متطوّراً لتعقّب الطائرات.

وقصفت طائرات حربية إسرائيلية الأربعاء الجامعة الإسلامية في مدينة غزة، بحسب ما أعلن مسؤول في هذه الجامعة المرتبطة بحركة “حماس”.

وقال  مسؤول في إدارة الجامعة لوكالة “فرانس برس” إن “الغارات الجوية العنيفة دمّرت كلّياً مباني في الجامعة الإسلامية”.

وأضاف “لا أحد يستطع دخولها بسبب النيران المشتعلة وتناثر الحجارة والركام في الطرق المحيط بالجامعة”.

وبحسب مراسل “فرانس برس”، تصاعدت سحابة كثيفة من الغبار مع انهيار المباني في غزة.

نفاد الوقود
من جانبه، أعلن رئيس سلطة الطاقة ظافر ملحم لإذاعة “صوت فلسطين” اليوم الأربعاء أن ما تبقى من وقود في شركة كهرباء غزة، وهي المحطّة الوحيدة التي توفّر الكهرباء، يكفي لما بين عشر و12 ساعة على الأكثر فقط.
وكانت إسرائيل قد سحبت قوّاتها من غزة في 2005 بعد احتلاله 38 عاماً، وتبقيه تحت الحصار منذ سيطرة حماس عليه في 2007. والحصار الذي أعلنته يوم الإثنين سيحول دون دخول الغذاء والوقود.
ولفتت ثلاثة مصادر أمنية إلى أن وابلاً من الصواريخ أُطلق على حدود إسرائيل الشمالية من جنوب لبنان ما أدّى إلى قصف إسرائيلي في المقابل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن المزيد من القذائف أُطلقت من الأراضي السورية لكنّها سقطت في مناطق مفتوحة، وإنه رد على إطلاق النيران، ما يزيد المخاوف من أن يؤدي العنف إلى حرب أوسع نطاقاً.
ودوّت صفارات الإنذار ليلاً في بلدات إسرائيلية قريبة من حدود غزة، للتحذير من إطلاق صواريخ.
وفي البيت الأبيض، وصف بايدن هجمات حماس بأنها “من أعمال الشر المطلق”. وقال إن واشنطن تسارع بتقديم مساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل، بما في ذلك الذخيرة والصواريخ الاعتراضية لدعم نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي. ودعا إسرائيل إلى اتّباع “قانون الحرب” في ردّها.
وأضاف للصحافيين أن الولايات المتحدة “عزّزت وضع قوّتنا العسكرية في المنطقة لتقوية ردعنا”، عن طريق وسائل منها تحريك مجموعة حاملة طائرات هجومية وطائرات مقاتلة.
وأردف “نحن على استعداد لنقل أصول إضافية حسب الحاجة… دعوني أقول مرّة أخرى لأي دولة، وأي منظّمة، وأي شخص يفكر في الاستفادة من الوضع، لدي كلمة واحدة: لا تفعلوا ذلك”، في إشارة واضحة إلى إيران ووكلائها في المنطقة.
واتّفق الزعيمان على التحدّث مرّة أخرى في الأيام القليلة المقبلة، وفق البيت الأبيض.
ولاحقاً، أفادت وزارة الخارجية أن بلينكن تحدّث إلى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أمس الثلثاء، قبل يومين من وصوله.

وأضافت الوزارة في بيان أن بلينكن “أكّد مجدّداً دعم الولايات المتحدة الذي لا لبس فيه لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.

في غضون ذلك، اقترب الائتلاف اليميني الذي يتزعّمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعماء المعارضة من تشكيل حكومة وحدة طارئة.
وكان من المقرّر عقد اجتماع بين نتنياهو ووزير الدفاع السابق بيني غانتس أمس الثلثاء قبل تأجيله إلى اليوم الأربعاء.
“لا يوجد مكان آمن”
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن قوّاته اشتبكت مع مسلّحين داخل الأراضي الإسرائيلية في وقت متأخر من مساء الثلثاء بدعم من الطائرات الهليكوبتر والمسيرة.
وأضاف أن الجنود قتلوا ثلاثة المسلحين في الاشتباك الذي وقع في عسقلان ما أدى إلى إشعال حريق في منطقة صناعية قريبة من مرفأ نفط يبعد ما يزيد قليلاً عن عشرة كيلومترات من قطاع غزة. وأُغلق المرفأ في أعقاب الهجمات.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن غارات جوية إسرائيلية قصفت منازل في مدينة غزة ومدينة خان يونس الجنوبية وفي مخيم البريج للاجئين وسط غزة.
وذكرت التقارير أن أحد المنازل التي تعرّضت للقصف يعود لوالد محمد الضيف، زعيم الجناح العسكري لحركة “حماس” في غزة. وأفادت التقارير بمقتل شقيق الضيف وأفراد آخرين من عائلته.
وأوضح مسؤول طبي أن غارة جوية على منزل في حي الصبرة بمدينة غزة أدت إلى مقتل خمسة أشخاص.
وناشد سكّان المساعدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقالوا إن العديد من المباني انهارت ما أدى في بعض الأحيان إلى محاصرة ما يصل إلى 50 شخصاً داخلها، ولم يتمكّن عمال الإنقاذ من الوصول إليهم.
وذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من 180 ألفاً من سكان غزة أصبحوا بلا مأوى، وتجمّع الكثير منهم في الشوارع أو في المدارس.
وفي مشرحة مستشفى خان يونس بغزة أمس الثلثاء، وضعت الجثث على محفات على الأرض فيما كتبت الأسماء على بطونها. ودعا المسعفون الأقارب إلى الإسراع بأخذ الجثث لأنه لم يعد هناك مكان للموتى.
وأصيب مبنى بلدي أثناء استخدامه ملجأ للطوارئ. وتحدّث ناجون هناك عن سقوط العديد من القتلى.
وقال علاء أبو طير (35 عاماً)، الذي لجأ إلى المبنى مع عائلته بعد فراره من عبسان الكبيرة بالقرب من الحدود “لا يوجد مكان آمن في غزة، كما ترون فإنهم يضربون كل مكان”.
وقال مسؤول في حماس إن اثنين من أعضاء المكتب السياسي للحركة،هما جواد أبو شمالة وزكريا أبو معمر، قتلا في غارة جوية في خان يونس.
وهما أول قياديين في حماس يُقتلون منذ أن بدأت إسرائيل قصف القطاع. وقالت إسرائيل إن أبو شمالة قاد عددا من العمليات التي استهدفت مدنيين إسرائيليين.
وأعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الضربات الإسرائيلية دمّرت منذ يوم السبت أكثر من 22600 وحدة سكنية وعشر منشآت صحية وألحقت أضراراً بما يصل إلى 48 مدرسة.
وقال مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الذي ندّد بهجمات حماس، إن “القانون الدولي الإنساني واضح: الالتزام بالحرص المستمر على تجنيب السكان المدنيين والأهداف المدنية يظل قابلاً للتطبيق طوال الهجمات”.
واندلع العنف أيضاً في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، حيث قالت الشرطة الإسرائيلية إنها قتلت فلسطينيين أطلقا ألعاباً نارية على ضباطها مساء الثلثاء.
وفي الضفة الغربية، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن 21 فلسطينياً قتلوا وأصيب 130 آخرون في مواجهات مع القوّات الإسرائيلية منذ يوم السبت.
ممر إنساني
وذكر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أمس الثلثاء أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع إسرائيل ومصر بشأن توفير ممر آمن للمدنيين في غزة بعد الضربات الجوية الإسرائيلية في أعقاب هجوم حماس مطلع الأسبوع.

وأضاف سوليفان للصحافيين في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض “نركز على هذه المسألة، وهناك مشاورات جارية”.

وأضاف “لكن تفاصيلها محل نقاش بين الوكالات التنفيذية ولا أريد أن أعلن الكثير بشأنها علنا في الوقت الراهن”.

ورداً على سؤال عن الضحايا المدنيين في غزة خلال المؤتمر الصحافي أمس الثلاثاء، قال سوليفان عن الولايات المتحدة وإسرائيل “نحن لا نستهدف المدنيين عمداً”.

وتابع “نعمل على التأكد من أن عملياتنا العسكرية تجري بما يتفق مع سيادة القانون وقوانين الحرب”.

تورّط إيران؟
ذكر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ألا دليل لدى بلاده على ضلوع إيران في الهجمات المباغتة والواسعة النطاق التي شنّتها حركة “حماس”.

وأشار وزير الدفاع إلى أن طهران تدعم منذ سنوات حماس التي أطلقت السبت هجمات منسّقة برّاً وبحراً وجوّاً على الدولة العبرية.

لكنّ أوستن لفت في تصريحات لصحافيين في طائرة عسكرية أميركية إلى أنه “في هذه الحالة بالتحديد، ليس لدينا أيّ دليل على ضلوع مباشر في التخطيط لهذا الهجوم أو تنفيذه”.

وخلصت وزارة الخارجية الأميركية إلى التقييم نفسه، لكنّها لفتت إلى أنّ هذه المعطيات قد تتغيّر.

وقال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في تصريح لصحافيين إنّ “خبرتنا في هذه الأمور تفيد بأنه من السابق لأوانه استخلاص أيّ استنتاجات نهائية في هذا الشأن”.

وأضاف “سننظر في معلومات استخبارية إضافية في الأيام والأسابيع المقبلة” لمعرفة “ما إذا كان لدى البعض في النظام الإيراني صورة أوضح” عن العمليات المقرّرة أو “ساهموا في جوانب التخطيط”.

وتابع أوستن إنّ إسرائيل “عملت بجدّ وأوجدت بعض الاستقرار” في أعقاب الهجوم الأولي، وأعادت إرساء الأمن عند “الطرف الجنوبي من البلاد حيث حقّقت حماس اختراقاً”.

وأضاف “تركيزي منصبّ على التأكّد من أنّنا نفعل كلّ ما في وسعنا بأسرع ما يمكن لدعم إسرائيل في دفاعها عن أراضيها السيادية”.

اترك رد