تتواصل الحرب على غزة في يومها الثامن عشر منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، ومعها يتزايد عدد الضحايا ويتفاقم الوضع الإنساني في القطاع.
وتُواصل إسرائيل قصف المدنيين بمناطق متفرقة في قطاع غزة، لليوم الـ18 على التوالي، وقد قُتِل 140 فلسطينياً- بينهم أطفال ونساء- جراء غارات إسرائيلية ليلية بمناطق متفرقة من القطاع، أبرزها خان يونس ورفح.
وأعلنت حكومة “حماس”، اليوم الثلاثاء، أن القصف الجوي الإسرائيلي على قطاع غزة ليلاً أسفر عن مقتل 140 شخصاً على الأقل.
وأفاد بيان صادر عن المكتب الإعلامي التابع للحكومة “أكثر من 140 شهيداً ومئات المصابين في هذه الليلة التي ارتكب فيها الاحتلال حرب إبادة ومجازر دمر خلالها بالصواريخ والقنابل عشرات المنازل على رؤوس المدنيين العزل”.
كما أفادت تقارير صحافية، عن مقتل 23 فلسطينياً صباح اليوم جراء غارات إسرائيلية جديدة على منازل في البريج ودير البلح وسط قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الداخلية في غزة أيضاً، عن مقتل 10 وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في رفح جنوبي القطاع.
ارتفاع عدد القتلى
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد القتلى في قطاع غزة إلى 5300 والمصابين إلى 18000.
في المقابل، قُتِل أكثر من 1400 إسرائيلي في عملية “طوفان الأقصى” بينهم 308 عسكريين، ويوجد أكثر من 200 أسير تحتفظ بهم الفصائل الفلسطينية داخل قطاع غزة.
تطورات ميدانية
وفي آخر التطورات الميدانية، دوت صفارات الإنذار في مستوطنة نيريم في غلاف غزة.
بدوره، أفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن “قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الليلة الماضية وفجر اليوم 42 فلسطينياً على الأقل من الضفة الغربية”.
وجرت الاعتقالات خلال عمليات اقتحام شملت مناطق عدة بالضفة، بينها رام الله وجنين وقلقيلية وبيت لحم والخليل.
400 هدف عسكري
وعلى جانب آخر، زعم الجيش الإسرائيلي اليوم أنه قصف 400 هدف عسكري في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
لكن التقارير الميدانية تشير إلى أن الكثير من الأهداف التي تعرضت للقصف في الساعات الماضية كانت مدنية، كما دمرت الغارات الإسرائيلية العديد من الوحدات السكنية، خاصة جنوبي القطاع.
مقتل 10 بريطانيين
وفي سياق آخر، أعلنت وزيرة الدولة بوزارة المالية البريطانية فيكتوريا أتكينز لـ”راديو تايمز” أن ما لا يقل عن 10 مواطنين بريطانيين قتلوا في الصراع بين إسرائيل وحركة “حماس”، وما زال ستة آخرون في عداد المفقودين.
وفي مقابلة منفصلة، قالت أتكينز إنًّ الحكومة تعتقد أن هؤلاء البريطانيين الستة محتجزين.
وأضافت لشبكة “سكاي نيوز”: “إنهم أولويتنا المطلقة”.
وأعلنت الأمم المتّحدة مساء الإثنين أنّ ستّة من موظفي الأونروا (وكالة الأمم المتّحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) قُتلوا في قطاع غزة خلال 24 ساعة.
وقال مكتب الأمم المتّحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) في بيان إنّ الحصيلة الإجمالية للقتلى في صفوف الأونروا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر ارتفع إلى 35 قتيلاً.
وأعرب المكتب في منشور على منصّة إكس (تويتر سابقاً) عن أسفه لهذه الخسارة، مضيفاً “الكلمات تخذلنا”.
بدورها قالت الأونروا إنّ هؤلاء القتلى الـ35 “ليسوا مجرّد أرقام. إنّهم أصدقاؤنا وزملاؤنا. والعديد منهم كانوا معلّمين في مدارسنا. والأونروا تبكي هذه الخسارة الفادحة”.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش في منشور باللغة العربية على صفحة أخبار الأمم المتّحدة على منصّة إكس إنّ “35 من زملائنا في وكالة الأونروا، من عمّال إغاثة ومعلّمين، قُتلوا في غزة منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر)”.
وفي تقريره اليومي للأوضاع في قطاع غزة، سلّط أوشا الضوء على الصعوبات التي تواجهها الوكالات الإنسانية في إيصال المساعدات إلى سكّان القطاع “بسبب الأعمال العدائية الراهنة، والقيود المفروضة على الحركة، ونقص الكهرباء والوقود والمياه والأدوية ومواد أساسية أخرى”.
ومنذ السبت بدأت المساعدات الدولية تدخل قطاع غزة الصغير المساحة والبالغ العدد الإجمالي لسكانه 2,4 مليون نسمة، عبر مصر.
كما تواصل القوات الإسرائيلية اقتحامها للمدن والقرى الفلسطينية بالضفة الغربية، منذ إطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة عملية “طوفان الأقصى”، وارتفع عدد المعتقلين الى حوالي 800 فلسطيني.
وأفادت وسائل إعلام بأن القوات الاسرائيلية اقتحمت قرية برقة شمالي نابلس بالضفة الغربية، وتخلّل ذلك عملية إطلاق نار.
كذلك اقتحمت القوات الإسرائيلية – في وقت متأخر من مساء الاثنين – بلدة جبع شمال شرق القدس، وداهمت إسكانات ومنازل بالقرية.
وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن “قوات الاحتلال أخلت إسكان الوليد، وطالبت جميع من فيه بمغادرته، وشرعت بتفتيشه وتفتيش المنازل المحيطة به في الحي الغربي من القرية”.
وأضافت المصادر ذاتها أن “قوات الاحتلال منعت المواطنين من التنقل في القرية، ولا تزال تنتشر فيها، ولم يبلغ على الفور عن اعتقالات أو إصابات”.
ومساء الاثنين، اقتحمت القوات الإسرائيلية بلدة يعبد جنوب غرب جنين، بينما اندلعت مواجهات بالقرب من حاجز الجلمة وقرية العرقة في محافظة جنين.