أمّة ُ الحاء …..سعد علي مهدي

منبر العراق الحر:
مسحَت على عرَق الجبين حياءَها
وتفاخرَت بالوهن ِ حاك رداءَها
حتى تبيّنَ للشعوبِ هزالُها
فاستهجنَت ضعفا ًيقودُ بلاءَها
غنّت على وتر النشاز بنبرة ٍ
لم تلقَ آذانا ً تطيقُ غناءَها
وتقحّمت سُبلَ السباق فأحجمَت
إذ أدركت لا شيءَ ظلّ وراءَها
قد عارضَت حتى تذمّرَ عرضُها
وتمارَضت حتى أحبّت داءَها
وضعَت على رفّ التراثِ حياتَها
وتصوّرَت رهن التراثِ بقاءَها
عاشت على كنا وكان جدودُنا
بالأمس ِ .. حتى أضحكَت أعداءَها
ومضَت تسائل نفسها عن غيمة ٍ
صُنعَ السراب وهل روَت صحراءَها
ما عاد يُنكرُها دخانُ هزيمة ٍ
مذ أحرقت نعمُ المهانة ِ لاءَها
ولقد تمادَت في الخيال فشيّدَت
من وحي ذرّات الرمال بناءَها
صلفُ الغرور على الخواء حماقة ٌ
وصلافة الحمقى تزيدُ خواءَها
وشجاعة ُ الأوغاد طيشُ رعونة ٍ
جعلت كوارثها تطيلُ عناءَها
عجزَت عن النصر المنوط بسيفها
فتوّهمَت نصرا ً أضاعَ حذاءَها
واستبشرَت خيرا ً بفعل رجولة ٍ
عبثُ الطفولة يستغيثُ إزاءَها
عجبا ً لها .. عند اشتداد وطيسها
رفعَت بأحذية الحفاة لواءَها
وقد استثيرت في النزال فحشّدَت
جيشا ً كبيرا ً لا يخيفُ نساءَها
كانت تفاخرُ في الحوار بضادها
فاستسهلت لغة ( القنادر ) حاءَها
وبقدر أهل العزم كان لعزمها
نصرٌ .. على قدر التفاهة ِ جاءَها
فتطايرَت صورُ القصائد عندما
وجدَت رياحا ً حرّكت شعراءَها
ومكارمُ الأخلاق .. ليس يضيرها
شيءٌ وقد مسح الحذاءُ طلاءَها
وشهامة الفرسان .. والشرف الرفيعُ
وقد أراقت كي يُصانَ دماءَها
وفضيحة العجز الذي انتبهَت لهُ
سُحُبُ المصائب وهي تعصر ماءَها
سقطت على برم الشوارب عندما
كادت تحرّرُ أرضَها وسماءَها
وإذ انتهت أحداثُ مهزلة ٍ بها
رجعَت تعلّق بالغمام رجاءَها
فقد استماتت في الدعاء ..وربّما
سئمَت ملائكة ُ السماء دعاءَها

اترك رد