منبر العراق الحر :
في الصباح الموسيقي مثل نعاس ديكٍ في أغنية فيروزية .
كان هناك في مدينتنا فجر مندائي في العيد الكبير والصغير يتكون سحره من غابات السدر
وعطور سطوح الطين.
وكأن أبي مثل بتهوفن لا يشرب قهوته إلا مع القيصر غليوم أو القبنجي.
حملت تفاصيل شوقي لممثلات السينما .
وسمعت أمي تبكي على الحسين.
كتب المدرسة لبست تنورات قصيرة لكاهنات معبد مكسيكي.
عمي جوزيف .
في الأهوار يبيع النكتة لتجار جاءوا من كازاخستان.
وهناك نبي برستته البيضاء.
يعدلُ من وضع رباط العنق .
ويشرح تفاصيل حفل سيمفوني في معبد بابل.
سيحضر بورخيس.
وملك المغرب.
وعباس العقاد
الكبير ستار جبار حلو أيضا
هوشي منه.
وبائع الخضار في نهاية شارعنا.
ناظم حكمت هناك.
ورحمن العطار .
وجورية العرافة بنت شليب.
وهناك البابا
والملكة الايرلندية محاسن.
وطاغور.
كلهم يحتفلون بالعيد المندائي الصغير
جمع لا يحصى عند تفاصيل الروح
هناك
طفولتنا المندائية
تلبس فرح الله ثوبا شيشانياً.
في تطريزه الآيات الأولى من قرآن محمد وتوراة موسى وإنجيل يسوع
وكنزا ربا ليحيا..
أشياء حلوة مثل مراجيح العيد تسكن ذاكرة موزارت…
نسمعها عند أطلاقة قبلة من مدفع رمضان
أو من تلك الضحكة في وجه العصفور
أو من أول بطاقة فيلم هندي بحياتي الرومانسية
وتذهب مشتاقة الى بانكوك……
هذا العيد
البياض يرتدي نهار الناصرية به
نحن نفرح لأن الصابئة يفرحون..
نحن نحزن ..وفي عيدهم كل الصابئة مطشرين ..
والعيد هنا رسالة حب بلغة الريحان واهل الصين.