منبر العراق الحر :
وأنت تحاول أن لا تنام متألماً
تحاول أن تنسج من جعبة
آخر خيبة شيئا ضئيلا
من بصيص شيءٍ
لمُواصلة العبثية
عبثية اللامتناهي
وأنت تحاول أن لا تبدأ اليوم متألماً
تحاول تقليل العبث
تضع وقتًا لكل شيءٍ
وقتًا للعمل
وقتًا للقراءة
وقتًا للكتابة
وقتًا حتي للوقت
لأنها عصر الوقت
وأنت تحاول أن لا تكون خارج الوقت
خارج ذاكرة الزمن
خارج عبادة إله العصر
خارج محاولة اكتشف الحياة
خارج محاولة التخليد
خارج أن تضع وقتًا لكل شيءٍ
ثمة تحتسي كاس نبيذ لصحو شيءٍ
و تدخن السيجارة بشغف كأنك تريد
أن تحتفظ بنيكوتين العالم في رئتين
ثمة تصحو على رصيف مجهول
ومنسي من ذاكرة الوطن
منسي من ذاكرة الأنا
منسي من ذاكرة الحياة أيضاً
وأنت تمشط الرصيف تحاول أن ترى الحياة
التي تخيلتها في صحوةً ما
وأنت تحاول تشيِيدِ تلك الحياة
أن ترى الوطن دون حرب
أن لا ترى طفلاً مبتور الأطراف
أو متسول يفترش الأرض
أو شخصاً بساق و عكاز
أو أما تبكي لفقدان أبنائها
أن لا ترى سماجة الطرقات والدمَّ
لا بأس
وأنت تحاول
أن تضع حداً للعبثية
حداً لسلسلة الأسى والحزن
حداً للخراب
حداً للوقت
حداً لإله العصر
حداً لكل شيءٍ
أنت تحاول
أن تضع حداً
لا بأس في ذلك
لكن لم يكن هناك حد لشيءٍ
وأنت في الوجود كبُقعة زيتٍ في المُحيط
مبارك دينق
السودان