منبر العراق الحر :
هو شعب لا يخشي الموت
لايعرف لغة الصمت
يتنفس بارودا.. وسموما
فتصير الأكباد صخورا..
والزمن الممتد بأيديهم لحظة وقت
شعب.. يخطو فوق الشوك
وفوق الوجع.. ولا يتألم
يقصف جوا.. أرضا.. بحرا
لا يفقد قدرته.. لا يسأم..
يقتل منه كل صباح.. كل مساء
آلاف النسوة والأطفال
فيغرس في الأرض الدامية
مزيدا من نطف أخري.. تنمو وتشب
شعب خاصمه النوم
فلا تغمض عيناه..
يحكم قبضته فوق حناجره حتي تتجمد.. ويكبر باسم الله..
شعب مقهور.. محروم من كسرة خبز
لكن لا يشكو الجوع..
محروم من جرعة ماء
فيحيل الظمأ ينابيع نضال..
محروم من لحظة أمن
لكن يده فوق زناد سلاحه..
صار الوجع لديه وردا قدسيا
وصلاة دائمة صماء علي جثث القتلي
شعب لا يخشي الموت
أقسم بالموتي والأحياء
ألا يغفل يوما عن ثأره
شعب يحيا بوصايا الشهداء
فلا يثنيه الخوف..
ولا يرهبه أعتي قصف..
شعب يفتح للموت ذراعيه
يثبت فوق الأرض الأقدام
ويرويها بدماء تكتب ملحمة
تغزو العالم..
تجعله ينظر في المرآة..
فيشعر بضآلته
وغياب عدالته
تثقله خذلانا.. وهموما
الآن.. يقف التاريخ هنا مذهولا
يرسم ألوان العلم المغموسة
بدماء الشهداء.. ويكتب
وينحي عن صفحته من يصرخ عجزا.. ويدين.. ويشجب..
يقف التاريخ.. ولا يتململ
يكتب عن شعب لا يخشي الموت
وللشهداء.. يهلل
شعب يمضي في خطواته
إما أن ينتصر وإما أن يقتل
شعب يحفر بالأظفار
لكي يغرس أشجارا لا تذبل
تثمر كل صباح.. كل مساء
نطفة طفل مسكون بالثأر
يحمل حلم الأجداد علي كاهله
حتي تتحقق رؤيا لا تكذب..
