تأثير الفقر على اتخاذ القرارات * **** ميساء دكدوك

منبر العراق الحر :

الفقر مستعمر طاغ ،يعشش في جميل مفاصل وزوايا الكائن البشري ويسود مختالا في مجتمعاتنا البشرية إنه من أكبر المشكلات ، والفقر الثقافي والمعرفي ،والفقر الروحي والعاطفي أكثر أنواع الفقر تأثيرا على الأخلاق والسلوك وتحطيما للكرامات والنفوس .
والسؤال :
كيف يسرق الفقر قدرات الإنسان ،
وهل الذكاء يتراجع بسبب الفقر ؟
إن الفقراء للمال ليسوا أقل ذكاء من الأغنياء لنفس المادة . لكنهم منشغلون تفكيريا بهموم يومية ملحة وضغوط اجتماعية وهذا الاجهاد الذهني يجعل الذكاء يتراجع ،والحيرة التي تأخذنا للتساؤل عن قرارات سيئة أو خاطئة يتخذها الأشخاص مثلا . لماذا لم يختر فلان فرعا بالجامعة أفضل ،لماذا لم يختر فلان مهنة أكثر نفعا !؟
هنا أعتقد جازمة أن عدم امتلاك المال يؤثر سلبا على الاختيار ،إذ يختار الانسان الدراسة والمهنة حسب قدرته المادية ،فهذه مشكلة كبيرة وتحتاج لجهود الحكومات وأصحاب القرار بدراسة خطة واتخاذ الحلول اللازمة لذلك ،للأسف منذ زمن والمجتمعات تعاني ولم نجد حلولا لمشكلة الفقر ،ربما بسبب الحروب أو بسبب تفشي الفساد والمحسوبيات ،ولعل أغنياء المال ايضا يصابون بضعف الذكاء والذاكرة لأن همهم كبير جدا وهو جمع المزيد من الثروة على حساب الفقراء.
إن الفقر مؤثر كبير للغني وللفقير
وذلك لا إنسان إلا ويتمتع بأحد انواع الفقر أو …أو كل أنواع الفقر.
تماما كما الحرمان الذي لا يستثنى أحد من إصابته بداء الحرمان .
إن الغنى الحقيقي هو غنى الفكر والضمير وغنى الروح والعلم….
لكن مع عدم وجود أدوات يصبح فقرا
وغنى المال والادوات وفقر الفكر والضمير…و…و يسود الفقر الأسود
أستطيع التأكيد على ماذكرته في مقدمة مقالي إن الفقر مستعمر طاغ
إن الفقر المذكور بأنواعه يسبب الشقاء الإنساني ويلحق بالإنسان أذى جسديا وأذى نفسيا فيدمر قوته الإنتاجية والإبداعية ويفسد حياته .
كما أنه يؤدي إلى انتشار المرض والجنوح والجريمة والانتحار وعدم الالتحاق بالمدرسة ،إذ لكل نوع من الفقر أمراضه وانحرافاته .
إن الفقراء للمال يتميزون بنماذج من المرض والانحراف الاجتماعي ،إذ يموتون بسبب أمراض انتانية وطفيلية وسوء تغذية أو نقصا . وفقراء الضمير والروح يموتون بالمخدرات والصراع على الثروة والقمار والخمر وغيرها .
لابد من ذكر صور متعددة من الفقر كما تم تصنيفها في علم الاجتماع وقد ذكرتها مفصلة بأسلوب آخر هناك الفقر النسبي والفقر المزمن والفقر العارض والفقر الفردي والفقر الجمعي …
ومن مظاهر الفقر :
*ضعف القدرات الإنسانية
*الحرمان وعدم كفاية موارد العيش
*المنزلة المنخفضة أو الدونية .
أما أسباب الفقر هي :
-القدرة الاقتصادية التي تقاس بحجم -الدخل وتدفق امداداته .
الرأسمال البشري والثقافي ويشمل الرصيد الصحي والتعليمي والمعرفي والقيمي والأخلاقي
– قوة التنظيم الاجتماعي الغائبة في معظم المجتمعات ،وهي توفير الامن والامان ،صيانة الحريات وتحقيق التضامن الاجتماعي وتقديم الرعاية وتقليص اللامساواة .
إن لم تتضافر الجهود لحل مشكلة الفقر فإن الفقر سوف يغذي نفسه .
أي أننا سوف نبقى في دائرة الفقر.
سأنهي مقالي بعبارة لسيد وأمير البلاغة :(لو كان الفقر رجلا لقتلته)
فقد أبصر وأدرك أنواع الفقر وحجمه
على مستوى الفرد والجماعة .
وتكفل بوضع الحلول من القرآن والسنة والنهج ،لكنه أدرك أن الورى عاجزون عن الاقتداء وتقديم الحل.
فقال عبارته المشهورة والتي يجهل الكثيرون معناها .
إن لم يكن ماتمر به البشرية من أزمات كغضب الطبيعة والحوادث والحروب والأوبئة والأمراض سيجعلون الناس تعود للغنى الحقيقي ويبدؤون بالعمل على التكافل الاجتماعي بتوزيع الثروات والتنظيم وإتاحة الفرص أمام الجميع بلا محسوبيات فلن يكن هناك حلا لمشكلة الفقر.
اللهم أنت الحق والمولى فلاتكل الناس لأنفسهم طرفة عين .
***م.ن
ميساء دكدوك .

اترك رد