حكومة التصحيح ….كتب رياض الفرطوسي

منبر العراق الحر :
البرنامج الذي تبنته حكومة الاستاذ محمد شياع السوداني هو برنامج الخطط المرحلية القائمة على التخطيط المسبق والبرامج المستقبلية يتضمن رؤية سياسية واقتصادية وثقافية وخدمية على مختلف الصعد والمستويات. هكذا بدأ السيد رئيس الوزراء مهمته الشاقة من دون ضجيج ولا شعارات ولا خطابات. بدأ عمله بهدوء من اجل اعادة تأهيل المؤسسات والوزارات وتصحيح المسار. من اهم مهام حكومة التصحيح هي الجدية والاداء النوعي والنزاهة والمثابرة في تنفيذ برامج الخدمة العامة وانجازها لتحقيق طموحات الناس. اي حركة تصحيحية ممكن ان تقود الى مكتسبات سياسية وفكرية وتنموية حينما تتبنى توسيع دائرة البحث العلمي وتعيد النظر بمفاهيم كثيرة من ضمنها المواقف والافكار والنظريات والمعايير والازمات ولا يمكن ان يبقى المجتمع حبيس المأساة والاحباط و وصف الخراب الذي مررنا به من دون معرفة فكرية وفكر استباقي ومستقبلي. يمكننا ان نتجاوز محنتنا حينما نقرر تضميد الجراح والخروج من متاهة التكرار والماضي وخلق فضاءات السعادة الانسانية واحترام الحياة والدعوة للحب والتسامح. لأن المحبة والتضامن توحد المجتمعات وتجعلها ارقى واقوى واجمل ولن يغيب عن رؤية الحكومة الجديدة مشروع بناء الانسان بناءا نفسيا واخلاقيا وفكريا ( على اعتبار ان الانسان محور التغيير والبناء ) لانه عندما يتكامل الانسان من الداخل تصبح عملية تأسيس وبناء الحياة والعدل والقانون والمساواة قائمة وشاملة خاصة اذا تم ضبطها من خلال قوانين عادلة توازن حركة المجتمع ومؤسساته المختلفة. ولا يجب ان تكون مهمة بناء الانسان على عاتق رئيس الوزراء فحسب وانما على عاتق النخب والمفكرين وفق قراءة واعية لظروف الشارع والشباب ولما يستفزهم ويؤثر فيهم داخليا وخارجيا ‘ لا يمكن ان يتوازن الانسان بالنصائح والمواعظ من دون توفير حاجاته الاساسية والضرورية. حينما يتحرك النظام السياسي من اجل اعادة بناء الدولة ويقترب من هموم الناس وحل مشاكلهم وازماتهم لابد في الوقت نفسه ان تعمل مؤسسات النظام الرصينة على خلق بيئة نظيفة على مستوى اجتماعي وسياسي وثقافي وفكري.لقد افرزت لنا المحنة جراحا ماهرا خبيرا في شؤون الوطن. لقد قطعنا مسافات طويلة من الصراعات والخلافات . وعلينا الان الشروع بوضع اسس جديدة للحياة والمجتمع .من خلال قواعد اجتماعية وسياسية و وظيفية راسخة ورصينة لان هذه هي البيئة والفضاء الذي سيعمل به رئيس الوزراء لبناء اسس ايجابية وهي البناء العضوي للدولة الوطنية. سيكون طريق بناء الوطن سالكا عندما يختار رئيس الوزراء رجاله بعد غربلة دقيقة فالنخبة الواعية تدرك بشجاعة قيمة نفسها وقيمة ما تقوم به.
٠

اترك رد