(سِفرُ العشق )…..سراب غانم

منبر العراق الحر :

أنا
ابنةُ الماءِ
مذ آمن قلبي أن الغرقَ نجاةٌ من مشتهاك .
مذ أغوتني زرقتُكَ …
أيقنتُ أن طعمَ الخطيئة مالحُ
وأنّ ماءَكَ في حوّاء جوفي، جنةُ مأوى
وحجَرُ أمنية قديمة إلى سِدرة منتهاك .
أنا ابنة الليل
حين راوَغتَ ظلّي
وأدرتَ ظهري لضوءِ بوحِك
قلتَ لي :
إن العُتمةَ هي لقمةُ الجائعين إلى النور
ورشفةُ سراب لأرواحنا العطشى
وإن المسافةَ لاتقاس بالخطوات
بل عدَّادُ رملها “قُبَلُنا ”
وكممم أخطأَتْ حينها في العدِّ القُبَلُ .
أنا ابنة الحكاياتِ
المجدولةِ من تجاعيد كفّ جداتنا
لضفائرئنا الصغيرة
ساندريلا
التي زارها أميرٌ في الضحى، فألبسها حلماً خارجَ الزمن
و ليلى
بإغوائها الماكرِ لقلب ذئب أضلّه أحمرُ الشفاه .
أنا
لا أتحدثُ عن أساطير البحار
ولا عن قصص الليل وأسرار بدء الكون .
أتحدثُ
عن التباسات الحقيقة
حول ماقيل لنا عن لعنة التفاح
وعن حتمية الظل المحكوم بالشمس
وكيف الحكاياتُ اختبأت في حبل سُرتنا
ثم دُفنت تحت التراب فقط لأننا نؤمن
بأن الجداتِ لاتكذبن في سرد الحكايات
أتحدثُ …
عن نوح عينيك
اللتين ما إن صًعِدتُ على حافة أمواجهما
حتى أضعتُ في مرساتهما مفاتيحَ السقوط .
سراب غانم

 

اترك رد