منبر العراق الحر :
نرى دائما ان العراق هو المقصود والمرصود ‘ شاهدنا ذلك من خلال ما قامت به القاعدة ثم داعش من حرب ضده . حيث الارهاب الاسود الذي كان لا يرحم احد كان يحصد ارواح ابنائنا من القوات الامنية والجيش اضافة الى المدنيين ومع كل ذلك لم تهتز ثقة الشعب بنفسه وبمسيرته للتخلص من اعداء الوطن. قد تختلف عناوين الاعداء لكن الاهداف كانت نفسها والمصنع واحد . ولان العراق هو النموذج التاريخي والحضاري في المنطقة والعالم كثر حوله الاعداء . تشمل قائمة الاعداء ( الحاقدون والمتربصون والمأجورون المدفوعون من هنا وهناك ) هؤلاء لا يريدون العراق مرفوع الرأس ابدا . لقد تحمل الشعب العراقي مسؤولية نفسه بشجاعة وبسالة وجرأة من دون تردد . لم تنطل عليه الالاعيب والادعاءات الاعلامية المغرضة والشعارات المزيفة والمريضة . كان الامل هو من يقطع الطريق امام اي ازمة تواجه العراق ‘ سواء كانت اقتصادية ام سياسية حيث كان الوقت كفيلا لتمر وتصبح شيئا من التاريخ .بالامل والعمل والعلم يتحقق الحلم وتصبح الرؤية واضحة والطموح في اليد . وبالارادة والعزيمة نتمم الهدف . ما يحقق هدف اي امة هو عمقها . ما تحمله الشعب العراقي يستحق الشكر والثناء بل يجب ان ترفع له القبعة . ففي كل الظروف العصيبة كان لهذا الشعب مواقف تاريخية يلبي بها صوت الوطن ونداء الاحرار وسط امواج كانت تعصف بنا وهكذا كان العطاء هو طريقه للنهوض واستكمال مسيرة البناء والتنمية .
اصدق دليل على بطلان ما يروج له اعداء الوطن هو التلاحم المجتمعي بين جميع الطبقات في كل القضايا الوطنية والقومية . ان المشككين الذين يلعبون على ورقة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي لا يريدون قول الحقيقة او الاعتراف بما تحقق من خطوات استراتيجية مهمة على ارض الواقع ممثلة بتطور الوضع الاقتصادي والامني واستقراره فضلا عن التغييرات الايجابية في بعض المشروعات الوطنية وفي الكثير من المحافظات ‘ الا ان الاعداء كانوا ينكرون ذلك ويبذلون كل ما في وسعهم من اجل تشويه صورة العراق والعراقيين . العالم يدرك ويشهد للعراق انه دولة تحترم التزاماتها وبالقدر ذاته يستطيع الدفاع عن مصالحه وسيادته وارضه وحدوده . ان انتصارنا الحقيقي يكمن في ثقتنا ببعضنا بعضا وقدرتنا على تغيير الواقع والكفاح من اجل هذا التغيير والاتجاه من الظلام للنور ومن المرارة الى الكبرياء والعزة والنصر . وتلك ليست كلمات او شعارات وانما هي رؤية متكاملة ومخطط لها وهي من توفر عوامل النجاح وتقودنا الى الانتقال من الرؤية والامل الى الواقع حتى نحاول تجاوز عثرات الماضي بارادة عراقية نحو مستقبل زاهر يستحقه شعب العراق . تكمن اهمية القرار السياسي في رؤيتنا للمستقبل من دون مبالاة بالتحديات التي عادة ما تسد امامنا ابواب الامل وتغلق علينا الطريق . برغم ذلك فأن القرارات الرشيدة تضعنا على اعتاب تحقيق النجاحات رغم ما يحيط بنا من ظروف داخلية وخارجية صعبة. العراق امامه خطوات جديدة وسيكون النجاح حليفه في تغيير ذلك الواقع المر الذي مررنا به . انه الاصرار من اجل مستقبل زاهر نراه قريبا وواقعا بعون الله تعالى .
