منبر العراق الحر :
ممكن ان تترسخ تقاليد القيادة الواعية في مجتمع يؤمن بالوعي والمعرفة والفكر والعقلانية . مجتمع تتحكم به الافكار وليس الغرائز والاستعراضات والحساسيات والغطرسة والجهل ‘ والجهل هنا لا يعني عدم المعرفة وانما السلوك الشرير والعدواني. عندما تبرز قيادة واعية بمعايير الوطنية والنزاهة والشرف والعلم فأنت لست بحاجة لتعديل دستور او حتى الى الدستور نفسه ‘ لست مضطرا لتغييره او حذف بعضا من فقراته لانه يمكن للقيادة الواعية من خلال فن القيادة القائم على اساس التوقعات ورسم الخطط البعيدة والقريبة ووضع الاحتمالات ولكل احتمال خطة معينة تنضج الاستراتيجيات والقرارات التي من خلالها ممكن للمجتمع ان يعيش على اساس القوانين والمبادىء المنصوص عليها بأرادة جماعية دون الحاجة الى دستور كما في الكثير من بلدان العالم المتحضر. دستورنا يدعو منذ كتابته الى الاهتمام بالانسان ولكن حقيقة الامر ان هذا الانسان على مستوى الواقع يعاني من تحديات كثيرة لكن عندما يتوفر الوعي القيادي الذي يفترض ان يكون وعيا محصنا بمفاهيم العدالة الاجتماعية وتوفير الخدمات والحب وحسن الظن والوفاء ستكون هذه القيم بمثابة جدار الصد الحقيقي من اي مباغتة او صدمة مفاجئة او ازمة طارئة . القيادة الواعية هي القيادة الخالقة لظروفها ومتحدية للصعوبات وليس الخاضعة لها. وممكن ان تساهم هذه القيادة في تغيير مسار الحياة عندما تصفع التكبر والغطرسة والفساد وتعيد التوازن الى نصابه الحقيقي.القيادة الواعية هي التي ترفع وعي الناس فالاغلب لا يعرفون ماذا يحصل ومنهم من ينظر بالخطأ الى الاتجاه الاخر. القيادة الوطنية الواعية لمفهوم الدولة الوطنية هي التي يجب ان تكون حاضرة في بناء الرؤية الاستراتيجية للدولة بكل مؤسساتها من خلال مراكز التخطيط القومية التي تحتوي على الكثير من البيانات والطاقات والمعلومات لتنطلق منها الخطط والبرامج لتجد طريقها لبناء الوطن والمواطن .
