منبر العراق الحر :
في سريري الضيق والقريب خطوتين من وراء باب غرفتي،
دسست آخر رغبة تحت وسادتي
أصابع قدمي تحمل بقايا غبار أفكاري
فكرت في غسلهما وفركهما جيدا
لكني عدلت عن اقتحامهما عالم الأرض
لقد اعتدت على الركض بعيدا
قريبا سأبلغ ثماني سنوات من وقوفي أمام الأبواب الموصودة
أغلقتها ولم أضاجع من ورائها أي رغبة تخامرني
دائما أفكر في الجلوس مستقيمة الظهر
في كن زاوية من مخيلة مقهى
من وراء الأبواب الموصودة
من وراء عالمي الضيق المشرع
على حياة أفسح
على رغبات أفسح
أكون بمفردي ولا أحسن قراءة طالع حظي السيء
في الحب
أو
في قعر فكرتي لمشروب قهوتي
لن أطلع أي شخص يتصفح جريدة من قربي عن مضمون إنذارات
تراكمت في صندوقي الإلكتروني
بقطع إمدادات الحياة
بسبب تأجيل أحلامي المنتظرة
ثماني سنوات كافية لنزف أي كائن بشري لحد الموت
فقط سأرسل جميع صور أحلامي البائسة إلى صديقي الحكيم
الذي يكتب لي كل يوم” صباح الخير وكيف حالك؟!”،
رغم أني مثله لا أحسن فك رباط عقدة الأحداث وتزامنها
بين
سريري وأحلامي المنتظرة
وحياتي الضيقة والقريبة خطوتين من وراء باب غرفتي
الذي يفتح على رغبتي المدفونة تحت وسادتي
حتى تطلق أجنحة خيالاتها
وترسل قبلاتها مع ورود حمراء لجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
كم يتطلب هذا الأمر
حتى أوقظ جميع رغباتي
كمحاولة أخيرة لفك أسرها ومغادرة غرفتي
قبل عودة مزاجي المتعكر مع حلول المساء
فاطمة الداودي