الزعيم الصدر: إعادة ترميم الهوية الوطنية للشيعة……..احمد ساجت شريف

منبر العراق الحر :
مازالت عقدة “الضحية” سمة تلازم شخوص شيعة السلطة في تجربة العراق مابعد نيسان 2003 التي ألقت بظلالها على المكون الشيعي بأسره، إذ بعد عقود من الدكتاتورية ما زال يستنزف المجتمع بممارسات هشة شوهت التاريخ الشيعي الناصع وأعاقت بلورة مشروع متين يحفظ الحقوق ويؤسس للشراكة المنصفة مع المكونات الأصيلة الأخرى في بناء الدولة وإدارتها، راوحت جميع تلك المحاولات عند حدود تدوير للفشل الذي لم ينتج غير مزيد من التصدع وضياع (الرؤيا). ولا شك إنّ أهم الأسباب التي أدت إلى ما تقدم هو الابتعاد عن مدارات قطبية النجف وإرثها وأثرها ومركزيتها، النجف التي مازالت تكتوي بنزق الحالمين بأبهة السلطان والتسلط وعدم استحضار دقائق التاريخ والتضحيات (الشيعية) في كل الحقب من أجل الحق وتحقيق العدالة الاجتماعية والتعايش مع المكونات العراقية الكريمة الأخرى.
النجف التي يتجاهلها الساعون وراء سراب المشاريع الخارجية التي هي بالتحديد السبب الأوحد في إعاقة بناء الدولة التي انتظرها العراقيون منذ عقود. وفيما بقي الجميع بقصد أو من دون قصد يرزحون تحت أثقال تلك المحاولات البائسة، كان السيد مقتدى الصدر يشتغل بخط تصاعدي في مشروعه الوطني دون أن يغفل انتمائه العقائدي الشيعي بوصفه حجر الزاوية في كل ذلك. ففي لحظة الانصياع التام للمحتل الامريكي خرج الصدر من نجف سيد العرب والعجم علي بن أبي طالب (ع) في مقاومة عسكرية مفتوحة مع طواغيت العصر ليؤسس (مجتمع المقاومة) الذي حاول البعض الالتفاف عليه بعد عقد من الزمن والمتغيرات الإقليمية والدولية لهدر القدرات والدماء الوطنية في (مشاريع) لا ناقة للعراقيين فيها ولا جمل… وحين ظنَّ البعض إنَّ ابتعاد السيد الصدر اعتزالاً عن العمل السياسي وانسحابه الزاهد في شراكة تتقاطع مع الثابت الاخلاقي كسراً لإرادته وإقصاءً لتياره الوطني الشيعي ترسخ مفهوم زعامته (المتفردة) للمشروع الشيعي الذي لم ينفك عنه أبداً بل كان محوراً لكل تحركاته وسكناته وصوته وصمته الاستراتيجي ! فكرة التأصيل تمتد عند مقتدى الصدر داخلياً ومنذ بداية تشكل التيار فقد عمل على تطوير مؤسساته بشكل تصاعدي وببناء إداري لافت يتابع بجد وحرص كبيرين كل ما ينتج عنها فيحذف مايشاء ويعيد تأهيل ما يريد حتى تكتمل كجزء من أدواته وهي الأدوات الأكثر فاعلية وتأثيراً وحضوراً في المشهد العراقي والتي لا يملكها سواه ولا يجيد ادارتها بحنكة عالية غيره ..
يتحرك مقتدى الصدر بذهنية الزعيم الذي يتجاوز الأزمة على أنها عتبة جديدة في بناءات يعرف طريقها جيداً فيما يتراجع من يحاول أن يكون خصماً له تحت تأثير النزوات وردات الفعل لا الأفعال الهادفة، ودون أن يرقى إلى شرف الخصومة بكل تأكيد في كل ما يرسخ ضياعه عن المشهد وتلاشيه إلى الأبد (الكثير منهم !) فالقائد الذي يناور بأدوات جديدة ويفتح أفقاً واقعياً أمام الجميع وهو المتحرر من عقدة الضحية والجزار يستطيع أن يعيد تشكيل ما يريده ويكون وحده البوصلة والاتجاه في معادلة التغيير .. التيار الوطني الشيعي ليس مسمىً عابراً في أجندة الصدر الزاخرة بل تمثلاً مرحلياً آن آوانه لمشاريعه المتوهجة في مقابل سواد ما يريده الفاسدون للوطن.
التيار الوطني الشيعي هو نقلة للتعريف في أنَّ ما ينظر إليه على أنه المرض ( المكوناتية) ليس إلا جذراً أصيلاً تشكل بهذه الألوان العراقية النقية منذ بداياته وهو ما سوف يكون عليه هذا الوطن الجامع لأبنائه بمسمياتهم العراقية الأصيلة في المستقبل القريب على أيدي القادة المؤمنين الطامحين لمشروع (العراق) لا غير، وفي طليعتهم السيد الهمام مقتدى الصدر.
#التيار_الوطني_الشيعي

اترك رد