“غياب بريء”….نسرين حسن

منبر العراق الحر :
أريدُ شمساً لا تغيب ..لأربطَ خيوطَ الضوءِ ببعضها…
نسيجاً أكثر ألفةً من السّماء
مملكةً أكثر ضخامةً من طائرِ السّنوّر
أوطاناً حرّةً…مناخاتٍ معتدلة
وبينَ العشبِ الطويل وأوراقِ السّماء الزرقاء
سيجري النسغُ في فراغاتِ الحياة صخباً..
وتمنحُ الاشجارُ الحبَ لكل العصافير
تصلُ إلى ذاتها في علوٍّ ندي..
الجذورُ التي تشبهُ العظامَ كثيرا
المادي يمكنُ إثباته ..
ولا يمكن إنكارُ الواقع..
الكلماتُ غامضةٌ وهي تشرحُ عن الرّوح
فتنقشُ بحراً على خشبِ الأرزِ والزيتون..
الرّوح مدينتي الحارّة ..تجذبني إليها كفراشةٍ إلى هذه الدرجة
لأكونَ سبّاحةً أقفزُ وسطَ يم ذاتي
أنهضُ لأرى النور وأتنفس وأضحك
فيتسعُ صدري كبيانو
أناشيدُ سليمان تطّنُ في أذني
ألمسُ نفسي في النّص
الزمنُ غريبٌ كمنحدرٍ جبليٍّ وعر..
القلبُ تغمرهُ طحالبَ حمراء
السطورُ آلهاتُ حربٍ قديمة
النذرُ طيورٌ بيضاءَ يحملها إزيس
الإلهامُ سكتشٌ وثني
المفرداتُ أجمل من سالومي تدورُ حولَ النّار ..
النّصُ قلعةٌ مسلّحةٌ
الحكمةُ ملكةٌ خلعت ثوبَ الحداد
تحولت إلى قديسةٍ
الحراسُ في الليل يتسربُ الماءُ من عيونهم..
الجميعُ يغرق تحتَ جنحِ الظلام
كم أحتاجُ قدماً كالبشرِ
لأقفَ على ذروةِ الأشياء الضامرة
استرقُ النظر من خلفِ الفوضى
غيمةٌ تطفو كضفدعٍ ميتٍ
أبواقٌ مثقوبةٌ والمدينةُ صماء
أجزاءٌ صغيرةٌ حيّةٌ لا تتطور
العقلُ ليسَ حجماّ ليرى
كضبابٍ ينسكبُ في زرقةِ الكون
الجسدُ نتوءٌ بريء..
الرّوحُ كينونةٌ تتسعُ كالوقت
نجومٌ وديعةٌ في ردهةِ السّماء
العبيدُ ينظرونَ إليها لوقتٍ طويل
يحلمونَ بحياءٍ
بسمكةٍ ونبيذ
بقلم: #نسرين_حسن 🇸🇾🇸🇾 سورية

اترك رد