نصيحةٌ بمقالي …..طالب الكناني

منبر العراق الحر :
غزلوا خُيوطَ الوهم بالآمالِ
ومَضَوا لحفظ الوهم بالغربالِ
وكما تفاخرَ بعضُهم في مالهِ
رُدَّت إليهم نشوة الآمالِ
وقفَ الرشيدُ على بطائح ملكهِ
نادى، على الغيم البعيدِ العالي
إرحل فإنك أينما أوردتَها
مطراً، سيأتي بالخراجِ رجالي
فرمى إليه الموتُ أصدقَ حُجةٍ
وبدا بأن مفادها في التالي
مهما ملكتَ من الخراجِ وغيرهِ
وجمعتَ مالَ حرامِها وحلالِ
سينوء حملُكَ بالذي آثرتَه
قَطْعاً ويُرمى الطيشُ بالأغلالِ
ولعل في قصص الرجالِ وما مضى
يا طارقاً بابي ونسجَ خيالي
ما تستعينُ على الحياةِ بسَبرهِ
أو تستعد لعُسرها ومُحالِ
إجمع رصيداً من مآثرَ إنما
جَمَعَ الكبارُ رصيدَهُم بفعالِ
واقطف ثِمار الأربعين بفطنةٍ
وٱحسن الى الخمسين باستقبالِ
واعبر مع الستين شأوا مُضنكاً
فالحُرُّ من يمضي وليس يبالي
هَتَفَ الجميعُ لشدةٍ يوم الوغى
وتبدَّد الصوتُ الغليظُ العالي
قفْ فارمق الأقدار هلا تنثني
وارقب مصائدَ في العقابِ تغالي
رحماكَ ياربَ العبادِ، فإنني
أرجو المنيَّةَ عالقا بسمالي
والحالُ أَني ما رجوتُك جاحداً
إني إذن لا عَزَّ فيَّ مقالي
أنا عالمٌ علمَ اليقين بأنني
أثرٌ سيُمحى إنما لخصالي
أن تحفُر الصوّان تنقش سيرتي
ولربما للأوفياءِ فعالي
خَطَّ المشيبُ على الرؤوس نصائحا
يا باحثين عن الغنى وكمالِ
إن الحياة بغير كدٍ خيبةٌ
وكذاك جمع المال كالإقلال

اترك رد