كَأنَّها سبقتني الحياة.. .. هُدى الجلاّب ..

منبر العراق الحر :

كَأنَّها سبقتني الحياة
يغيبُ الشغف و تسأل مرايا
أينَ مَنْ كانتْ تتقافز
بكلّ ضجيج و مرح
تنثرُ الضحكات بشغب
تراقص نهضَ مواويل
اليوم تحاول أنْ تغفو
قبلَ نوم المصابيح
مُترقبة بخوف
رغم التفاني
يُشقشق فجر
يتمايل بكسل
وراء الضوء
و يندلق الكون
نحو سيرورة مُجبرة
حلم يغوص
و الفكر يُصارع
خلفَ نسائم مُعاتبة
ساعات ترقد مُتثاقلة
تنهضني ضجرة مُترددة
إلاّ مِنْ عشق الكلمات
ثمّة أشياء تقيد الحركة
لا رغبة حتى بالنظر
في وجه مرآتي
في ترتيب الضفائر الزاهدة
السِحر الأخاذ مَا عَادَ يُغري
غدت روح الوقت مُجعلكة
تضمّ صدى الهمس
تصغي فقط إلى عقارب
الوقت
تتحدّى صمت
يستفز لسان وحي
يحاول كسر وهم
يتربع و يستطيل
فجأة أتذكّر نبتة زرعتها
بين دهاليز مُترقبة
أجمع أجزاء هاربة
و أقوم لأسقيها كأس ماء
يسند طولها النحيل
يأخذني بلا وعي
ودّ شفّاف يلمع بين مسام
أشمّ رائحة البوح
تنتعش روح و ترتوي
مِن سرّ إله عالم عليم
لله درّه عبير الورود
كيف يُحرر الضلوع
يُطفأ عطش الفؤاد
يُحي النبض
يعانق أنفاس السَكِينة
بعمق نشوة مُتمردة
يتنفس الصبر
و تنفلت عقدة لساني
أصرخ ثمّ أدور راقصة على ألحان مُعترضة أرجاء مكان أظنّه بات لا يرى و لا يسمع
..
.. هُدى الجلاّب ..

اترك رد