حديث الخميس (١٤): —-عبدالعال مأمون

منبر العراق الحر :
مُرعب ومُريب ، ومُخجل ومُذِل حال مُجتمعٍ أمضى أكثر من ١٩ عاماً من الفرجة على أبشع جرائم القتل ، ومختلف أصناف السَرقة وفضائح البوگ الحلال ، وألوان عمليات النصب والاحتيال وتزوير الشهادات وأوامر التعيين ، وتلفيق تواريخ البطولة والجهاد والنضال ، لكنه برغم كل ذلك لا يزال يروّض ذاكرته على نسيان كوارث الأحزان ليلهو بخلافات الكراهية لشاعرٍ مات وشتائم الحقد ضد فنانٍ أو مفكرٍ أو رياضي التحق بارشيف الذكريات ٠٠ مجتمع يستمتع بافتعال الفتن بين الآمنين ، ويتلذَّذ بالمؤامرات الصغيرة والكبيرة ، ويتهرّب من فشله وأخطائه بالكذب الأبيض والأصفر والبنفسجي الذي أحبط كل امنياته بالعيش في وطن حر بهوية شعبٍ سَعيد بآدميته وضمان مستقبل أبنائه٠
مجتمع لا يكل ولا يمل من ترديد الأحاديث والفتاوى الدينية لكنه يفسر نصوص السماء على هواه ، ويبحث عن فقهاء يتاجرون بتحوير واعادة تفسير سنن الحرام والحلال بما يريح النفوس ويضاعف خزائن الفلوس٠
عوائل تتفرّج على أحزان الأسر المهجرة ولا تحمد الله على نعمة السكن الآمن ، وعوائل أخرى تستمع الى نحيب الآباء والأمهات والأخوة والأخوات على شهداء كواتم الغدر والمخطوفين والمفقودين والموتى من دون أن تشكر بارئها على سلامة أبنائها ٠٠ شيب وشباب يتأّملون آلام الجرحى والمصابين والمرضى في مستشفيات تكنولوجيا النعل الطبية لكنهم يتكاسلون عن شكر ولي النعم على سلامة عقولهم وصحة أبدانهم٠
أبناء وبنات (يُصرّون) على أداء الصلاة في أوقاتها ويضيفون لعدة شهر الصيام أياماً متممة لمضاعفة الأجر والثواب لكنّهم يتفنّنون في تبرير تمرُّدهم على قضاء السماء ب(وقضى ربك) وتعاليم الدين بأحكام صلة الارحام ويفسرون الآيات بما يلائم أهواءهم ويدعهم في غَيّهم يعمهون٠
مجتمع متخم بطوابير الموظفين الكسالى وغير المنتجين الذين يسمعون ويشاهدون شكاوى العاطلين عن العمل وفاقدي الأمل بفرص التعيين لكنهم لا يقولون ربنا لك الحمد ولك الشكر أننا نختتم الشهر باستلام ما يضمن لنا العيش حتى وإن حطَّمَت (رشوة) التعيين في دوائر حكوماتنا الدينية وزعمائها المؤمنين المجاهدين الزاهدين جميع الأرقام القياسية في الفساد وموت الضمائر وانحطاط القيم٠
■ أللهم عفوك ولطفك ومغفرتك اني غدوتٌ أشك في أن طيّب الذكر علي الوردي قد تجرّأ على قول كامل الحقائق التي اكتشفها عن الشعب الذي أنا أحد (أوادمه) السُعداء بتحولاته التكنودينقراطية !!

اترك رد