منبر العراق الحر :
قد يرتبط أحد المحليات منخفض السعرات الحرارية المسمّى “إكسيليتول” xylitol والمستخدم في العديد من الأطعمة منخفضة السكر والمنتجات الاستهلاكية مثل العلكة ومعجون الأسنان، بما يقرب من ضعف خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفاة لدى الأشخاص الذين يستهلكون أعلى نسبة من السكر. وذلك وفقاً لما وجدته دراسة جديدة عن مستويات التحلية.
وقال كبير الباحثين في الدراسة الدكتور ستانلي هازن، مدير مركز تشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية والوقاية منها في معهد البحوث “كليفلاند كلينيك ليرنر” Cleveland Clinic Lerner:” لقد أعطينا متطوعين أصحاء مشروبًا نموذجيًا يحتوي على الزيليتول لمعرفة مدى ارتفاع المستويات، وقد ارتفعت مستوياتهم بمقدار 1000 ضعف”.
وأضاف هازن: “عندما تتناول السكر، قد يرتفع مستوى “الجلوكوز” لديك بنسبة 10 في المائة أو 20 في المائة، لكنه لا يرتفع بمقدار 1000 ضعف”، ويكمل قوله بأنه لم تشهد البشرية مستويات عالية من “الزيليتول” إلّا خلال العقدين الماضيين، عندما بدأنا في تناول الأطعمة المصنّعة بالكامل والمستبدلة بالسكر.
ما هو “الزيليتول”؟
حلو مثل السكر مع أقل من نصف السعرات الحرارية، غالبًا ما يُستخدم “الزيليتول” في العلكة الخالية من السكر، والنعناع، ومعجون الأسنان، وغسول الفم، وشراب السعال، والفيتامينات القابلة للمضغ. يتمّ إضافته بشكل متكرّر بكميات أكبر إلى الحلوى والمخبوزات وخليط الكعك وصلصات الشواء والكاتشب وزبدة الفول السوداني والحلويات وشراب الفطائر والمزيد.
“الزيليتول” هو كحول سكري، وهو كربوهيدرات موجود بشكل طبيعي في الأطعمة مثل القرنبيط والباذنجان والخس والفطر والسبانخ والخوخ والتوت والفراولة. ومع ذلك، قال هازن إن كمية “الزيليتول” الموجودة في مثل هذه المصادر الطبيعية ضئيلة.
وقال: “إذا قمت بالفعل بالحساب، فإن الأمر يتطلّب حرفيًا طنًا من الفاكهة ليعادل كعكة واحدة لمرضى السكري يمكن أن تحتوي على 9 غرامات من “الزيليتول”، وهي كمية نموذجية”. “سيكون الأمر مثل تناول الملح على مستوى لعق الملح”.
ومع ذلك، وللاستخدام التجاري، يتمّ تصنيع “الزيليتول” من كوز الذرة أو أشجار البتولا أو البكتيريا المعدلة وراثياً.
وشرح هازن: “إنه يُباع على أنه من المحليات الطبيعية، ولأن “الزيليتول” لا يرفع مستويات السكر في الدم، يتمّ تسويقه أيضًا على أنه منخفض الكربوهيدرات وصديق للكيتو”.
وأشار أيضاً، إلى أن العديد من الجمعيات المهنية توصي أيضًا بالزيليتول كبديل للسكر للمرضى الذين يعانون من السمنة أو مرض السكري أو مقدمات السكري، لتحسين التحكّم في نسبة السكر في الدم، ومع ذلك فإن الأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بمرض السكري هم من بين الأشخاص الأكثر عرضة لأحداث التخثر”. “نحن نستهدف الأشخاص الخطأ”.
وقد زاد التعرّض له على مدى العقدين الماضيين، لأن إدارة الغذاء والدواء الأميركية تعترف بالكحوليات السكرية على أنها GRAS، أو “المعترف بها بشكل عام على أنها آمنة”.
وأظهرت الأبحاث أن بعض المحليات الصناعية قد تؤدي إلى ردّ فعل عكسي في نظام التمثيل الغذائي، ما يدفع الجسم إلى توقّع المزيد من السعرات الحرارية، فيجعل فقدان الوزن أكثر صعوبة.
وفي العام الماضي، وجد الباحثون أنفسهم نتائج مماثلة لمحلي آخر منخفض السعرات الحرارية يسمّى “إريثريتول” erythritol ، والذي يُستخدم كسكر في منتجات ستيفيا وفاكهة الراهب والكيتو منخفضة السكر.
كما كشفت الأبحاث المخبرية والحيوانية أن “الإريثريتول” و”الزيليتول” قد يتسببان في تجلّط الصفائح الدموية بسهولة أكبر، يمكن أن تنفصل الجلطات وتنتقل إلى القلب، ما يؤدي إلى نوبة قلبية، أو إلى الدماغ، والتي قد تؤدي بدورها إلى سكتة دماغية أيضاً.
وفي الدراسة الجديدة التي أُجريت على “الزيليتول”، برزت اختلافات في سلوك الصفائح الدموية حتى بعد أن استهلك الشخص كمية قليلة من “الزيليتول”.
وذكرت الدراسة أن منظمة الصحة العالمية حذّرت المستهلكين في عام 2023 من تجنّب المحليات الصناعية لفقدان الوزن، ودعت إلى إجراء أبحاث إضافية حول السمية طويلة المدى للمحليات منخفضة السعرات الحرارية أو الخالية من السعرات الحرارية.
وسيعاني نحو 61% من البالغين الأميركيين من أمراض القلب والأوعية الدموية بحلول عام 2050، وفقاً لتوقعات حديثة لجمعية القلب الأميركية.
المصدر : النهار العربي