صار الطريق لغتي الأولى….د. قيس جرجس

منبر العراق الحر :

عندما تعلّمت كيف أمسك الخطوة
صار الطريق لغتي الأولى
والأخيرة…
أستاذ السياسية:
علّمنا النظام المنضم لخطواتنا في جميع الطرق السالكة لأمنك الشخصي…
أستاذ الجغرافية:
علّمنا كل الحدود المصطنعة حدود الكلام وحدود العقل وحدود الحلم وحدود الجماعات الحزبية

والمذهبية والعرقية واللغوية وقطّاع الطرق بينها…
أستاذ التاريخ:
علّمنا تاريخ
طريق الحرير
وطريق الحجّ
وطريق العبور من مصر إلى سيناء
وطريق القوافل والهجرات السامية والفتوحات الدينية
والطرق التي تصلنا بجزر القمر…
وكان يتجاهل أقصر الطرق بين عقلين بين قلبين بين عاصمتين بغداد ودمشق…
أستاذ الدين:
علّمنا كيف نقيم الحواجز على طريق التواصل بين طالبين على مقعد واحد
وطرق العبادة و العبودية
والطرق الواصلة إلى الجنة وإلى جهنم
وتناسى جميع الطرق الواصلة إلى الله
أستاذ الوراثة:
علّمنا
طرق توريث الحكم في العائلات الحاكمة في العالم العربي
ونسي ماندل و علم السلالات
لم يكن هناك أستاذ لطرق الشعر والرسم والموسيقا والحب
إلا ما قرأناه في كتاب الريح والمطر
وعلّمني أبي في السرّ في كتاب أنطون سعادة
شق الطريق لتحيا سوريا بالحرية حق التقدم والمعرفة قوة الوصول
لكن بقيتُ أمارس النضال كعادة سريّة وأتفيأ ظل أستاذ السياسة
وأمارس الصراع بالتجريد الفكري كمن يتسلّق الهواء بدل أن أشق خطوة واحدة في الطريق
حتى انشقت سوريا الطبيعية مئة شقفة
وصارت كل الطرق الواصلة إلى إحيائها مقطوعة
ولم يبق لشعبي طريق واحد مفتوح
إلا:
طريق الجلجلة
وطريق المقبرة
وطريق النزوح والهجرة
وطريق القيامة…
**

اترك رد