منبر العراق الحر :
أيُّــهــا الــزائرُ هَــبني لــحَظةً
الــثِــمُ مِــنــكَ غِــبــارَ الــقَدمِ
مِن ثَرى ارضِ الحُسينِ كربلا
امــسَحُ فــيها جَبيني المُغرَمِ
مــاشياً جِــئتَ وكَم رُمتَ بِها
مَــغــنماً لــلــحُبِّ يــا لــلمَغنمِ
تُــربةً تَــشفي وكَــم شافٍ بِها
شَــفَّهُ الــوَجدُ بــلمحِ المَبسَمِ
قَد حَللتَ اليومَ ضَيفاً والرَجا
أنــتَ فــي بــيتِ نــبيٍّ أكــرَمِ
أنتَ ضَيفُ اللهِ في دارِ الهُدى
تَــتلو بــالآياتِ في أَحلى فَمِ
كــيفَ لا جِــئتَ حُسيناً زائراً
قِــمــةً تَــعــلو مَــنــارَ الــقِمَمِ
وأَبـــا الــفَضلِ جِــموعاً لــمَهَّا
مُــشرعُ الــكَفينِ حَولَ الحَرمِ
أيُّ كّــفٍّ صافَحَت هذا المَدى
طُــبِــعَت فــيّها ثــغورُ الأُمَــمِ
آهْ كَــــم آهٍ وقَـــد رَددتُــهــا
لَــولا مــا بَــيني وبينَ الحَرمِ
لِــتــركتُ الــخَدَّ والــثَغرَ مَــعاً
ها هُنا في البابِ تَحتَ القَدمِ
عَــلَّــني الــثــمُ فــيها حــافياً
مرَّ مِن فَوقي فيا فَوقي انعمِ
كــلّما مَــرّوا وانْ داسوا عَلى
مُــغرمٍ زادَ اشــتياقُ الــمُغرَمِ
آه يــا شَــوقي الذي لا يَنتَهي
طــائراً حــامَ وكَــم مِن حوَّم
يــا أبــيَّ الضَيمِ قَدْ عادوا لَنا
وسَــقوا الــدَمعَ بــألوانِ الدَمِ
وبَــغوا فــينا ومــا كــانَت لَنا
تُــهــمةً لَـــولا دُعـــاة الــتُهَمِ
ضــاقَتِ الآفــاقُ فــينا سَيّدي
نــشتَكي مِمَّنْ وفيمَنْ نَحتَمي
أيُّ قــاضٍ والــقَضاءُ خــصمُنا
وشــهودٌ لــيتَهُم كــانوا عُمي
ديــنكُم سِــلمٌ ولــكِنْ هَــل لَنا
أن نَــرى سِــلماً بــدارِ مُــسلمِ
كَــم ضَــمئنا كُــلُّنا جِــئنا هُــنا
مَــن ســواكَ يسقِنا مَن للضَمِ
ومَــشينا الــدربَ مــا زَلَّ بِــنا
لـــو أَتــيــناكَ بِــذاكَ الــمَقدَمِ
هــوَ ذا الــحالُ أَلا فــانظرْ لَنا
مــا نُــلاقي مِنْ عَبيدِ الدُرهَمِ
فُــرجَةً صــرنا وذي عــوراتِنا
شابَ مِنها حتّى مَن لم يُفطمِ
ضــاقَتِ الأيــامُ تَشكو عُريها
حَــولَنا مَــن ذا وَمن لمَ يؤثَمِ