منبر العراق الحر : -يقول لي:
أنتم الكُتّاب والمثقفون لماذا تطالبون رجال الدين بالتطوير وتعديل الخطاب الديني بينما الكثير من المثقفين العرب أيضاً بحاجة لتطوير، وهو دوركم دور النُّخبة بتثقيف الشارع فالشعب أجدَر بالتوعية.
• قلتُ له:
التطوير مطلوب من كل الفئات بدءاً من المناهج الدراسية وصولاً لممارسة العمل الأدبي والثقافي. ولكن لننظر للموضوع من ناحية التأثير الشعبي؛ فرجال الدين لديهم تأثير على الشعب والشارع يفوق مفعوله – خاصةً السريع – تأثير المثقفين، والسبب عدم التهييء لهذا التأثير من الأسرة إلى مناهج الدراسة حتى تلك الحالة، وهيمنة الدين على كافة مناحي الحياة والعقول. خطاب رجل الدين يؤثّر على الكثير من أصحاب التفكير السطحي أو البسيط (والذين لا يقرؤون أصلاً للمثقفين)؛ في الوقت الذي تُكَمّ أفواه الكثير من المثقفين والكُتّاب والمُبدِعين الحقيقيين من قِبَل السلطات السياسية منها والدينية ويتم تغييبهم عن دورهم الحقيقي في توعية الشعب ورفع المستوى الثقافي للمجتمع، والسجون تعجّ بالمعتقَلين المثقّفين، حتى أصبح هناك مثقفون للسُّلطة بين الإغواء والإلغاء، ومثقفون يكرزون بالطائفية أكثر من رجال الدين نفسهم، وهؤلاء ببساطة ليسوا بمثقفين حقيقيين. العملية مُتداخِلة من عدة عوامل ونواحٍ ومن الضروري البدء بناحية للتعديل والتطوير بهدف أن يشمل هذا التعديل جميع النواحي.
لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه ما هي وظيفة رجال الدين اتجاه الإنسانية؟ ماذا يقدّم رجل الدين للناس المؤمنين؟
إذا ما اعتبرنا الدين مادة تحتاج دراسة؛ هل من المنطق أنْ يبقى الإنسان يحتاج مُدرّس لها طوال العمر؟ وأنا أستاذة جامعية وأعرف تماماً ماذا يعني أن تَدرس نفس المادة طوال عمرك.
برأيي وظيفة رجل الدين يجب أن تُلغى، فلا حاجة لشخص يشرح المشروح ويُفسّر المفسَّر ويتقاضى أجرَ أستاذ جامعي وهو لا يضيف شيئاً للمعرفة والبشرية على حدٍّ سواء، بل له قدرة وتأثير سلبي في التحريض على العنف والعنصرية والكراهية!
في عصر المعرفة وثورة التكنولوجيا ما حاجتنا لرجال الدين؟ هذا هو السؤال ..
الكاتبة ريم شطيح
