الزعيم – اللـواء: عبد الكريم قاسم.. بين غلبة العواطف، وطغيان التشدد * رواء الجصاني

منبر العراق الحر :في ذكرى قيام الجمهورية العراقية، في الرابع عشر من تموز 1958 تطفح كل عام تساؤلات بشأن تمجيد، بل وتأليه الزعيم، ثم اللواء لاحقا: عبد الكريم قاسم، او أنتقاده وإدانته، وهو يتولى متفردا حكم العراق اربعة اعوام ونصف (1958- 1963) .. ولعل في السطور التاليات ما يوثق بضع خلاصات ومؤشرات عن واقع الوضع السياسي نهاية حكمه، وما يترتب في ضوء ذلك من استنتاجات، بعيدا عن غلبة العواطف، أو طغيان الغلـو:
1/ الحزب الوطني الديمقراطي بزعامة كامل الجادرجي، كان قد جمد نشاطاته، احتجاجا على الوضع القائم، قبل اكثر من عامين على سقوط قاسم واعتزال العديد من قادته نشاطاتهم السياسية..
2/ الحزب الشيوعي العراقي مطارد وملاحق، والمئات من اعضائه في المعتقلات والسجون، وتقول وثائقه، وتصف الحكم وزعيمه، قبل اشهر من سقوطه، بانه حكم دكتاتوري فردي متسلط..
3/ الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة الملا مصطفى البارزاني، مستمر في المواجهة المسلحة منذ عام 1961 وقوات الجيش العراقي البرية والجوية تقصف قرى المناطق الكردية بالقنابل والصواريخ، لحين سقوط الحكم القاسمي في 8 شباط 1963..
4/ المرجعيات، والقوى الاسلامية، بطرفيها الشيعية والسنية (مرجعية الامام محسن الحكيم، والاخوان المسلمون..) تقف بالضد من حكم قاسم، وتحرض ضده علنا بفتاوى وبيانات ومواقف، ومواجهات..
5/ البعثيون والقوميون واحزابهم وحركاتهم قاموا، ومستمرين بكل ما لديهم من امكانيات، وبكل
الطرق: بيانات واحتجاجات وعنف، حتى تمكنوا من تنفيذ انقلابهم بحركة مسلحة في شباط 1963 فأسقطوا قاسم، وحكمه..
6/ الاقطاعيون، وملاك الاراضي والمتضررون من قيام الجمهورية، ومؤيدو النظام الملكي، يقفون بالمرصاد ضد النظام ، منذ قيام الجمهورية عام 1958 وتآمروا عليه، واستمروا هكذا حتى سقوطه ..
7/ العديد من الضباط الوطنيين البارزين، المشاركين في قيام النظام الجمهوري عام 1958 (وصفي طاهر- جلال الاوقاتي- فاضل عباس المهداوي- ماجد محمد امين- هاشم عبد الجبار….) مبعدون عن مهامهم ومسؤلياتهم، وشبه مجمدين..
8/ رئيس اتحاد الادباء، ونقيب الصحفيين العراقين في ذات الوقت، محمد مهدي الجواهري، يفـرّ من نظام قاسم واجهزته الامنية، عام 1961 ويلجأ الى براغ..
.. وهكذا يمكن الاستمرار في التعداد، والتوثيق، وحتى بالتفاصيل المملة، عن مواقف : اليمين والوسط واليسار، وفق التصنيفات السائدة، فهل يمكن بعد كل ذلك، تمجيد بل وتأليه الزعيم – اللواء عبد الكريم قاسم، وحكمه.. ام انتقاده وادانته؟… اسئلة عجلى، حيرى قد تفتح الذهن لمزيد من الوعي والموضوعية، بعيدا عن العواطف والشعبوية …
* وللموضوع صلة/ رواء الجصاني 2024.7.16

اترك رد