منبر العراق الحر :
تُضني فؤادي كل ساع محنةٌ
وتسئ كل السوء نحو سماتي
لما رأيت من الجموع مسيرةً
لا أرضى عنها في ختام حياتي
إني يقال : بأنني متحضرٌ
أين الحضارةُ في خطير هناتي
أين الكمالُ وقد سُقيتُ مرارةً
أين الجَمالُ يتيهُ في كلماتي
تلك القشور تمكَّنت من ألسني
فاحترت في سيلٍ من الزلات
لغةُ الكتاب كما أبان إلهنا
في غاية الإحكام و الإثبات
هي نور نور الله في سكباتها
من فائت أو حاضر أو آتي
هي للكلام تعضُّدٌ و عمادٌ
هي في العلوم تَكاملُ الآيات
هي في حياة الناس تبقى ترتقي
بالشرح والتدليل فالإسكات
مالي أراها اليوم صارت سلعة
مركونة و الغدر في الميقات
الكل صار اليوم يُكرم لهجةً
إن في المدائن أو بقلبِ فلاةِ
هذي وُريقات الغصون تيبست
مالي ارى لا ساقيا لنباتِ ؟
أين المعلِّمُ في الرياض و عَزمُهُ
أين المربي جامعا لشتاتِ؟
ما للمثقف لا يكلِّم قَرنهُ
إلا بما قد جاء في اللهجات؟
لو لم تكن تلك الظنون بخاطري
و الخوف أن نحيا بلا أنات
لم أدعُ نصرا من قليل تفلتٍ
لهجات أهل الضاد كالآفات