منبر العراق الحر :
على أمتداد دام لخمسين عاماً كان الظلم هو بمثابة الظل الذي رافق تلك المسيرة التي شابها الكثير من الأرتباك ..
فلم يشهد هذا العمر المسافر جهة الخريف أي راحة أو استقرار أو سكينةَ ..
تفصيلاته كانت تقتصر على الخوف من السلطان والأذعان لحزب فرض هيمنته على فقراء الله والتذلل للجهات القمعية خشية المثرامة او سجون الأمن ومجاملة أراذل خلق الله من لوگية المرحلة رفاق الأمس وموامنة اليوم ..
عمر أمضيناه بين حروب وساحة عرضات ومأمور بالأذن للذهاب بأجازة حددت فيها مدة ذهابك وعودتك لعالم الحرية الذي تقيده الأجهزة الأمنية بقيودها وأنت تلوح بنموذج أجازتك ان موقفك سليم وأنك من القطيع الملتزم بكل الوصايا والمقر بالرق لأبن صبيحة وحزبه ..
أمضينا النصف الاول من الخمسين بين حروبٍ وجور وحصار حرق الأخضر من ربيع العمر وأجمل سنين عنفوان الشباب ..
وبعد عسر تلك الايام ولدتنا الاقدار من خاصرتها لتجعل عقولنا مشوهة مصبوغة بلونها الخاكي الممزوج بلون الدم القاني الذي شوه كل جميل فينا ..
وتجاوزنا تلك المرحلة لندخل بالنصف الاخر من الخمسين ..
هذا النصف من حسناته جعلنا طليقين اللسان .. { نلطم } بأريحة نسير كيفما شئنا وفق ماأشتهت طقوسنا ..
ننتخب به من يستغل سذاجة وعوق عقولنا ويدغدغ مشاعرنا بأسم الدين والمذهب ..
كل شيء مباح بزمن الديمقراطية لكن بشرط عليك السكوت والكف عن المطالبة بأن تكون لك حقوق شأنك شأن اقرانك من البشرية وممثليك يسرقون ..
فقد كتب ان نعيش ظلم مستمر ابتدأ منذ اول شدة القماط الى اخر شدة بكفنك..
وما عليك سوى الاذعان والاذلال لسادات عصرك من الاولين والاخرين ..
ماعليك سوى ان تكيف نفسك وانت تنصهر ببوتقة الحياة المليئة بالهراء والتدليس والتذليل لتزداد قناعة من كثرة ترويضك لنفسك بالدعاء على كل ظالم ظلمك وأكل حقك والعمر منك يجري على مقياس { ماخ } لتخرج من جحيم تجاوز نصفيّ عمرك لتدخل بظلمة قبر مكوثك به سيكون ازلياً ..
كفاح الخفاجي