منبر العراق الحر :
كان هناك دائما صبح
والليل لا يملك الا ان يمضي
ها انا حلم ارتمي في حضن الوجود
اراني شهابا في صباح الأحد
تحولت قطرة ماء استحالت قلبا يتكاثر في غدير
انا وانت هاربان من نبض لحظة في درب ضيق لا يسع الا إثنين..
دمي ازهر عصافير تحمل بمناقيرها رسالة تتدلى منها مفاتيح الاسرار
وانا اعجن رغيف الاسئلة واخبز الغياب
وأزرع الحنين بذرات في اصيص الليل على ضوء الشموع
والنجوم تتعنقد امامي أغنيات
لكثرة دهشتي أيقظت ذاك الأحد العنيد الذي يسكنني
فأعرض عني…
للحظات غرقنا في انفجار صامت في جوف الفتور
من الفراش نهض قميص نوم فضفاض طويل
استوى على جانب السرير بكُمّ تمدّد يبحث فوق منضدة.. ارتفع ذراعه وارتفعت معه قارورة
انساب صوت رقراق وبقبقة تلاشىت في ترددات الصدى..
بنسق معاكس عادت القارورة الى مكانها.
واستقام القميص واقفا بانهيار كتفين وكمين يتدليان من الجانب كما لو كانا من مكملات منسية…
فوق فردتي حذاء منزلي تململتا الى الوراء ثم خطتا تترجرجان
مقبض تحرك ..
باب انفتح..
نور اشتعل..
امام مرآة وقف شبح لم يرى نفسه
ارتج .. فزعا..
ناداني..
بحفنات ماء باردة صفق وجها باردا مرات ومرات… متحاشيا المرآة هذه المرة
تراجع.. ارتفع القميص الى اعلى وعلق
فتحت حنفية وتدفق رذاذ من اعلى..
صوت إرتطام الماء بالجسد ولَّد صدى موجات تغلغلت.. كترنيمة ضاقت طعم النور والضياء
أتت من عالم اخر مليء بالسحر والاسرار.. استجمعت ذبذبات الروح واعادت وصل جميع طبقاتها
الى عمق الجسد..
واعادتني
حدقت في المرآة..
بدت لي لمعة في العيون…
أتراني كنت انا.. !!!