منبر العراق الحر :
قبل أيام وبالتزامن مع مسلسل الجرائم الصهيونية والابادة الجماعية التي يمارسها الكيان الفاشي اللقيط بحق أهلنا في لبنان وذلك في أعقاب تدمير قطاع غزة المحاصر بالكامل ما تسبب باستشهاد ما يقرب من 42 ألفا من سكانه وجرح 96 ألفا علاوة على مواصلة الاقتحامات والاستفزازات والاعتقالات والمداهمات في الضفة الغربية ،بالتوازي مع صمت مطبق ومريب للجامعة العربية ، أسوة بمنظمة – التهاون – الاسلامي ، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ممنتج بالذكاء الاصطناعي تصدر الترند ليتم تناقله على نطاق واسع يظهر فيه رئيس قسم الإعلام العربي بجيش الاحتلال الصهيوني المقيت أفيخاي أدرعي،وهو من أصول عراقية،يرقص على أهزوجة فلكلورية جنوبية تقول كلماتها”لا تتمادى نخبزك خبز العباس” وذلك فرحا بما يظنه أدرعي وقيادته اليمينية المتطرفة بأن ما حققوه من انتصارات ميدانية محدودة مقابل زلازل وهزات مؤقتة وإن كانت شديدة أصابت المقاومة الباسلة في كل من غزة والضفة الغربية ولبنان هو نهاية المطاف وبما سيمهد لشرق أوسط جديد على وصف النتن جدا ياهو،ويعبد الطريق أمام حقبة جديدة من الإنبطاح والتطبيع العربي الجماعي مع الكيان الغاصب بزعمهم تحت يافطة “صفقة القرن” و”اتفاقات ابراهام” و” أكذوبة حل الدولتين” وغيرها من الخزعبلات والعناوين الجيو سياسية المخادعة التي لايمل الكيان من ترديدها وتسويقها للسذج على أنها القدر الحتمي الذي لا مفر منه ولا مهرب، ولكن هيهات أن تخمد ثورة شعبية حقة ضد الفاشية والطغيان والاستبداد أو أن تخبو قط ، ودعوني أذكر الدعي أدرعي وأمثاله بما قالته المنظرة الاقتصادية البولندية روزا لوكسمبورغ ، وهي يهودية بالمناسبة “الثورة هي شكل الحرب الوحيد الذي لا يأتي النصر فيه إلا عبر سلسلة من الهزائم” وبالقياس على ما يجري منذ السابع من اكتوبر 2023 ونحن على أعتاب ذكراها السنوية الأولى في غضون أيام قليلة ، فإن ما يعتقده الصهاينة واهمين بأنه جملة من الهزائم الميدانية المتتالية للمقاومة بجميع مفاصلها وبكل صنوفها وعناوينها ما هي سوى مفاتيح ذهبية لنصر مؤزر ناجز قادم لا محالة، وأما عن استشهاد القادة بهذه الوشاية والمكيدة أو بتلك العملية فعليك أن تعلم يا أدرعي بأن استشهاد القادة ولادة وريادة ، وليست نكوصا كما تتوهم ولا إبادة،وأحيلك في ذلك الى قول المهاتما غاندي القائل ” بإمكانك قتل الثوار، ولكن لا يمكنك قتل الثورة” ولاريب أن ما ذكره أيقونة الثورات الأممية تشي جيفارا،خير مثال على ما أقول”لا يهمني إن سقطت، المهم أن يكون هناك من يلتقط بندقيتي ليُكمل الطريق من بعدي” وعلى ذات المنوال قال مكافح سياسة التمييز العنصري نيلسون مانديلا “الحرية لا تعطى على جرعات فالمرء إما أن يكون حراً أو لا يكون حرا” وليس بعيدا عن كل ما أسلفت ما قاله أسد الصحراء عمر المختار ،إن “موتي ليس النهاية سيكون عليكم مواجهة الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا، فسيكون عمري أطول من عمر شانقي” .
والى أفيخاي أدرعي ، الذي تغنى بصواريخ وقنابل كيانه المحرمة دوليا ، أمريكية الصنع نكاية بالعراقيين والفلسطينيين واليمنيين واللبنانيين والسوريين بأهزوجة”لا تتمادى نخبزك خبز العباس”لأنقل له بدوري ونكاية به وبحكومته الفاشية وبعد اطلاق الصواريخ المضادة التي زعزعت أمن تل أبيب ، وهزت أركان الكيان اللقيط وأدخلت سكانه كالجرذان الى الجحور والملاجىء ما تغنى به الفلكلور العراقي وتحديدا فن المربع البغدادي الجميل ويقول أحد أشهر مطربيه قاسم الجنابي، في واحدة من مربعاته ذائعة الصيت “سمعونا هلاهل حتى نتونس، وعلى قمر طشوا ورد وملبس، عليَّ نذر لو بدر عرَّس، الليلة حنته وباجر يزفونه” وأضيف مرتجلا كلمات مربع بغدادي آخر من بنات أفكاري وعلى ذات المنوال ولا أدري إن كانت موافقة لقواعد وأصول المربع البغدادي الأصيل أم لا ، أقول فيها “أطلق صواريخك على اسرائيل، وأحصر حكومة النتن مثل الفار بالبرميل،خلونا نرتاح من هالكيان الهزيل..ونغني لزواله بفرح يومية” وأطلق صواريخك( كورس الردادة وبصوت واحد يعقب القفلة وبما يعرف بالمستهل= على اسرائيل ) وأطلق صواريخك (= عيني على اسرائيل ) .
وبما أن الشيء بالشيء يذكر فعندما سئل قائد القوات الجوية ، ورئيس هيئة الأركان الاسرائيلية الـ 18 للفترة بين حزيران 2005 وشباط 2007 المدعو دان حالوتس ، وهو من أصول عراقية أيضا وكان مشرفا على حرب لبنان الثانية عام 2006 عن شعوره بعد استشهاد عشرات الشيوخ والأطفال والنساء وكلهم من المدنيين العزل بغارات شنها الطيران الصهيوني تحت إمرته ولاسيما تلك التي استهدفت أحد قادة المقاومة في قطاع غزة عام 2002 وإذا ما كان يشعر باهتزاز الضمير وتأنيبه أم لا ، فقال ما نصه”عندما أقوم باطلاق قذيفة من الطائرة، فإني أشعر باهتزاز صغير في الطائرة نتيجةً إطلاق القذيفة، وبعد ثانية ينتهي الاهتزاز، هذا كل شيء، وهذا ما أشعر به!!” .
أما وزير الأمن القومي الصهيوني ايتمار بن غفير، وهو ابن لأبوين عراقيين يهوديين أيضا وأحد قادة اليمين الصهيوني المتطرف وملهمهم فقد دعا الى إبادة الفلسطينيين ومواصلة بناء المغتصبات – المستوطنات – وإنشاء كنيس يهودى فى المسجد الأقصى المبارك، كمقدمة لهدمه وبناء ما يسمى بالهيكل المزعوم بدلا منه !
كذلك الحال مع الصهيونية من أصول عراقية أيليت بن شاوول،وكانت قد دعت عام 2014 الى ابادة جميع الفلسطينيين بما فيهم النساء والشيوخ والاطفال لأن الشعب الفلسطيني من وجهة نظرها هو عدو لكيانها الهزيل، وأيليت هذه تعد من أبرز دعاة إلغاء فكرة الدولة الفلسطينية نهائيا ، وضم كل الاراضي الفلسطينية الى الكيان المسخ، وقد شغلت منصب وزير الداخلية عام 2019،علما بأنها وبرغم علمانيتها المعلنة قيادية في الحزب اليميني الديني المتطرف”البيت اليهودي” !
وقد لا يعلم كثيرون بأن من أخس الصهاينة وأشدهم حقدا على البشرية جمعاء هم أولئك الذين ينحدرون من أوروبا الشرقية ومنطقة أوراسيا ممن يطلق عليهم “الأشكناز”وهم أحفاد مملكة الخزر اليهودية المندثرة فجل قادة اليمين الصهيوني المتطرف منهم ، وفيهم قالت العالمة الروسية التاتيانا غراتشوفا،إن”الإمبريالية الجديدة تسعى لتأسيس خزاريا اليهودية الجديدة أو خزاريا المخفيّة” .
يليهم في الحقد الاعمى أولئك الذين ينحدرون من أصول شرقية ويطلق عليهم المزراحي، وبينهم يهود الهند والعراق والشام ومصر والمغرب وإيران واليمن، ومنهم افيخاي ادرعي، وإيلي كوهين (= أصله لبناني) ، وايتمار بن غفير، وشولا كوهين” أكبر قوادة”في الشرق الأوسط برمته وقد لقبت بـ لؤلؤة الموساد على خلفية بيت الدعارة الكبير الذي كانت تديره في لبنان لتصور داخله ومن خلال كاميرات مخفية بعناية جميع الضحايا ومعظمهم من الاثرياء ورجال الأعمال والدبلوماسيين والسياسيين العرب وهم في أوضاع مخلة تمهيدا لابتزازهم وتجنيدهم لصالح الكيان ، كذلك الجاسوس السوري الشهير لصالح الكيان إيلي كوهين، أما عن اليهود من أصول مغربية فحسبي أن أسوق لكم ما كشفت عنه اذاعة مونت كارلو، في تقرير لها عام 2020 خلاصته “أن اليهود المغاربة، عادة ما ينضمون إلى الأحزاب اليمينية الصهيونية ،وأن نتنياهو وغيره من زعماء اليمين يحاولون استرضاءهم لأهمية أصواتهم في الانتخابات، وعندما شكل نتنياهو حكومته السابقة بالاشتراك مع بيني غانتس، اختار 10 وزراء من أصل مغربي إضافة إلى رئيس الكنيست !!”مؤكدة ،بأن”ثلث وزراء إسرائيل في الحكومات المتعاقبة هم من أصول مغربية!!” .
“عالم السوشيال ميديا يتطلب وسائل متنوعة لإيصال الرسالة إلى الجماهير المعنية، وبدون أدنى شك فإن استخدام أغاني المطربين العرب وخاصة اللبنانيين تمثل جزءا من هذه الجهود!”بهذه العبارة أجاب أفيخاي أدرعي ،عام 2019على سؤال وجه له من قبل “مدونة بي بي سي ترند ” عن الأسباب الكامنة وراء زجه باستمرار لكلمات أغان وأسماء مطربين عرب في العديد من تغريداته على منصة أكس ( تويتر سابقا ) ، وعندما وقعت المشادة التويترية الشهيرة بينه وبين المطربة المصرية الرقيقة أنغام بعيد أحداث السابع من اكتوبر 2023 سخر المعلقون المصريون منه متوعدين إياه بالراقصة المصرية ” فيفي عبده”المعروفة بسلاطة لسانها للرد على تغريداته المسيئة، مضيفين وبحسب الكاتب هاني صابر،على موقع مصراوي “يحمد ربنا أن أنغام هي اللي ردت عليه ، مش فيفي عبده !!” وبقدر ما أضحكتني هذه التعليقات السمجة وقتها بقدر ما أحزنتني لاحقا إذ كنت أتمنى أن يلوح المعلقون بأيقونات وشخصيات نضالية وثقافية وإعلامية وفكرية وأدبية وأكاديمية وسياسية وعسكرية عربية للرد على أدرعي وأمثاله من سقط المتاع وليس بـ فيفي عبدة !!
ولعل كل ما سلف يندرج في إطار ما سبق أن نشرته مجلة”ريدرز دايجست”قبل سنين خلت عن امرأة امريكية بدينة جدا كانت تعتمر قبعة مضحكة يتدلى منها فانوس مضيء وعندما سئلت المرأة ذات يوم ” لماذا تعتمرين هذه القبعة المضحكة ؟” فأجابت “لا أريد من المارة وأنا أمشي في الأسواق أن يقولوا – ياللهول أنظر الى هذه المرأة البدينة – بل” واو أنظروا الى تلكم القبعة الغريبة التي تعتمرها هذه المرأة !” .
ولاشك أن هذا هو عين ما يفعله الملايين حاليا من رواد السوشيال ميديا عبر الإكثار اللامنطقي واللامعقول من التنمر والسخرية والاسفاف والتنكيت المتواصل غير المبرر بالمرة على كل الأحداث والوقائع وإن كانت مفجعة ،وهذا هو عين ما يفعله الكيان الصهيوني المعروف بجرائمه النكراء وبقدرته على طمس الحقائق وحرف البوصلة من خلال ذراعه الالكترونية ” الوحدة رقم 8200″ وبطرق متنوعة ومختلفة فبعد سويعات على افتضاح مجزرة “مجمع الشفاء” البشعة وإذا به يسلط الأضواء على استهداف فريق تابع الى منظمة “وورلد سنترال كيتشن” ليلفت انتباه العالم كله عن “مجزرة الشفاء وعدد ضحاياها 800 ما بين شهيد وأسير اضافة الى تدمير المجمع بالكامل، لينصب اهتمام وسائل الإعلام العالمية على المجزرة الثانية التي ارتكبها العدوان بنفسه وعدد ضحاياها سبعة أنفار فقط لاغير ، ليجعل وسائل الإعلام تخوض في الحادثة الثانية بدلا من الخوض بتفاصيل المجزرة الأولى وضحاياها من الأبرياء العزل بالمئات !
أما الهدف الثاني فكان ولا شك بمثابة رسالة تحذيرية صارخة الى كل المنظمات الإنسانية لمغادرة القطاع والضفة فورا وترك أهالي القطاع يموتون جوعا وعطشا، كل ذلك يأتي بالتزامن مع مصادقة الكنيست الصهيوني على اغلاق مكاتب العديد من القنوات الاعلامية المهمة ومصادرة كاميراتهم وأجهزتهم في الأراضي المحتلة لتعمية الحقائق بالكامل ، وهذا هو ديدنه حاليا في لبنان فبينما يهجر ويقتل ويقصف ويدمر تتحرك أذرعه الأخطبوطية لتسلط الضوء على التوافه وأخبار البلوغريات والفلوغريات والفاشينستات والتيك توكريات وعلى أخبار الفنانين والفنانات ، الأحياء منهم والأموات ، بينما يرفع رئيس وزراء الكيان أمام الجمعية العامة للامم المتحدة خارطتين واحد سوداء تمثل محور الشر،والثانية خضراء تمثل محور السلام من وجهة نظره أطلق عليها اسم”خرائط النعمة والنقمة” وفقا لسي أن أن ، فيما لم تضم خرائطه السابقة واللاحقة والتي لايفتأ يستعرضها بين الفينة والاخرى لا قطاع غزة ولا الضفة الغربية وذلك في اشارة واضحة لا لبس فيها الى ما يسمى بـ دويلة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات ، وأنه يسعى جديا وبخطى حثيثة الى ضم الضفة الغربية وغزة كاملة الى الكيان وذلك في أطماع امبريالية وفاشية توسعية لمح إليها الجمهوري ترامب بتصريح له نقلته قناة 12العبرية قال فيه “إن مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخريطة، ولطالما فكّرت كيف يمكن توسيع رقعتها!” إنها ولاشك أطماع توسعية وصراع وجود لا صراع حدود كما يتوهم كثيرون وبما لن يكبح جماحها، ولن يجهض مشاريعها سوى ثورة شعبوية شاملة ترفع شعار”فلسطين كاملة من النهر الى البحر” نقطة، راس سطر .أودعناكم اغاتي