منبر العراق الحر :
ماكنت أعلمُ أنَّ وُدِّي صادقٌ
حتى غدرني من وثقتُ بعهدِهِ
أعطيتهُ قلبي وملءَ مودَّتي
فغدا رفيقَ الغدرِ في مكرهِ
خانَ الأمانةَ من ظننتُ بحبِّهِ
والغدرُ قد يأتيك من أَقْرَبِهِ
أعطيتُهم ثقةً وأحسنتُ ٱلظَّنّا
فأتوا خفافًا في ظلامِ لَيْلِهِ
غدّارُ وجهٍ يبتسمُ لقلوبنا
لكنَّهُ كالسُّمِّ في أقوالهِ
ما عادَ يُجدي في القريبِ وثوقُنا
فالقلبُ تاهَ ولم يَعُدْ لرُشدِهِ
كم كنتُ أرجوهم أمانًا في الرُّبى
فأتوا بسيفِ الغدرِ خلفَ ظهرهِ
كم من قريبٍ أظهرَ الحُبَّ الذي
يُبدي حقيقتهُ بخبثِ فعالِهِ
يُنْكِرُ جميلًا قد حوى صدقَ الوفا
وَيَبيعُ عهدَ الصادقينَ بِخُدَعِهِ
قد كان نكرانُ ٱلْأحِبَّةِ صاعقًا
يُدمي القلوبَ ويزيدُ حرَّ جرحهِ
غدروا جميعًا من أجل أهوائِهم
فالغدرُ صارَ طبيعةً في نَهْجِهِ
يا من وثقتُ بهم فأصبحَ حالهم
ذئبًا يحوكُ الشرَّ في أحلامهِ
رحلَ الأصيلُ وجاءَ فينا خائنٌ
يسعى ليطعنَ من أحبَّ بِسُمِّهِ
أضحى القريبُ بلا ضميرٍ خائنًا
يرجو سقوطَ ٱلصّادقينَ بِمَكْرِهِ
قد صار قلبي بعدَكم مثلَ ٱلثَّرى
يخشى مرور الريح فوق تُرابِهِ
إلهام العويفي ..أديبة من المغرب