منبر العراق الحر :
في صغري ضحكتُ من رجل عجوز رأى التلفاز في بيتنا أول مرة فقال لوالدي : هذا شيطان . كيف تُدخلهُ منزلك ؟ قلت في نفسي هذا خرفٌ مجنون . لكني بعد ان كبرت ودرست وفهمت ادركت حجم الخطر والتأثير النفسي السلبي للإعلام المُوجَّه وعرفت كيف ساهم في ضياع الناس، بل حتى بدل دينهم وما وصل اليه حالنا الان خير دليل على ذلك. المرأة الذكر والرجل الانثى يقلدون قدواتهم الفنانين. بتنا نرى نُسخا منهُم تجوبُ الشوارع كأن الحياة صارت مُسلسلا مُدبلجا . سيقول علماء الوهم والخيال انني مُتزمت احمل افكار قريش زمن الجاهلية؛ رغم انهم في الميزان لا يعدلون التراب الذي تحت اقدام ابسط جاهليٍ. لأنهم يعتقدون ان لسانهُم خُلق ليُزغردوا به ليل نهار مهما كان ما يرقصُ الناس من اجله. ولو كان عريساً فارق الحياة يوم زفافه بعد ان اهدوه طردا مفخخا حوّل احلامهُ الى اشلاء مُتناثرة .. سئمت منهم ارصفة الانتظار . انتظار القائد الذي انتجهُ خيالهُم المليء بأكوام النفايات التي ترسخت في عقولهم من الماضي . زمن السعلوة والطنطل . نحن نغوص في الرمال المتحركة وهم يتخيلون الانتصار كل يوم ..
ان الخوف والاحباط تنشرهُ الحكومات لتمرير مصالحها . فهي تارة تصنع أعداءا وهميين وأخرى تحذرُ من فناء الأرض لأنك عندما تهدّد أمن الناس وبقاءهم يمكنك أن تبيع السمك في حارة الصيادين . وكثرة المعلومات المُتضاربة تُدخل الفرد في دوّامة من الحيرة ويزداد العبءُ عليه فيلوذ بقبول ما لا ينبغي القبول به طمعا في النجاة وهذه تحديدا هي الغاية . صار التضليل سلعة يومية تُساق على البسطاء . الصمود أمامه يتطلّب وعيا وقدرة على إدارة النفس وقيادتها الى النجاح بدل ان تأخذهُ الى الهاوية . نفس المسرحية وذات الادوار . القاتل والضحية والمتفرجين . منذ ان تلذذنا بدماء بعضنا من اجل الكرسي وخرقة اسمها الراية . ثم ساد فينا قانون القبيلة الذي سحق المواطن وبدد احلامهُ في رؤية وطن ذا قيمة وساهم في نشر الجريمة . صرنا إمعات على هامش التاريخ بعد ان كُنا مصابيحهُ . لقد برمجوا العقول كما خططوا من خلال هذا الجهاز اللعين . صار الاحتلال تحرير وجيء لنا بشخصيات متخلفة دموية بلا قيم جعلوها حُكاماً علينا . انه السلاح الذي لم ينتبه اليه احد ( الاعلام ) الذي بدل فينا كل شيء حتى لم نعد نذكر كيف واين وما كنا عليه وعلى أية ملة أو دين ؟
في كتاب “محو العراق : الخطة المتكاملة لاقتلاع البلد وزرع اخر” استخدم مؤلفوه : مايكل اوترمان وريتشارد هيل وبول ويلسون مصطلح ابادة المجتمع الذي استعمله اول مرة كيت داوت في كتابه ( فهم الشر : دروس من البوسنة ) السيناريو الذي وضع للشعوب التي يُراد تمزيقها وتعيش فيها مجاميع بشرية مُختلفة من خلال تفجير الكراهية بينهم . تدمير العقول وقيادتها الى الفشل . عملية محو تام نفذها الفُرس باسم الدين . وأي دين ؟ افكار خرافية ليس لها مثيلا في التاريخ . انتخبوا او لا تنتخبوا .. لن تروا غيرهم ..
يقول كيت داوت : لابد ان تحصل اعمال تهدف الى تدمير الهوية لكي يُصبح الشك وسوء النية التوجهين السائدين لدى الناس . ان التدمير المقصود الذي نفذته امريكا وحلفائها على العراق تحقق خلال فترة طويلة من تغيير المفاهيم والمُعتقدات . مصرع العشرات والرشوة والاستيلاء على الاملاك وتدخل الدول الأجنبية السافر في شؤون البلد وسرقة ثرواته واراضيه وقطع مياهه وتشريد الملايين . بات الناس يشعرون انهم غُرباء بعد ان انتهى الحُب بينهُم . يتصارعون وكل فئة تتهم الاخرى بالعمالة . تستنزف الثروات والدماء في حُروب داخلية تمهيدا الى ما يُسمى الشرق الاوسط الجديد …
ولكن الى كل من يفكر في انقاذ الامة اقول : تيموجين عاش حياة الذل والبؤس مع والدته وإخوته . تعرضوا الى غارات القبائل التي كان يحكمها أبوهم . اقتاتوا على الثمار والأسماك وفأر البر والثعلب وأكلوا جثث الثيران . بقوا أياما دون طعام . تعرض الى الأسر لكنهُ هرب . كان عليه ان يُوحد قبائل منشوريا ومنغوليا وتركستان . عام 1206 م تم تنصيبه “خان أعظم” وأسس اكبر امبراطورية في اقل من 25 عاما . جنكيزخان اليتيم الشريد أصبح قاهر العالم . سيطر على اراضي منها اليوم : الصين وإيران وكازاخستان والكوريتين ومنغوليا وفيتنام وتايلاند وسيبيريا ومملكة لاوس وميانمار ونيبال وبوتان . كتب قانون “الياسا” دوّن فيه كل ما يرتبط بالحياة اليومية مثل : منع بيع النساء وصيد الحيوانات في موسم تزاوجها او سرقة ممتلكات الغير . وأن من زنى أو تعمد الكذب أو عمل السحر قُتل . اعفى الفقراء من الضرائب . لهذا انضم الناس اليه من كل الاديان قبل أن يشرع في غزواته . من مقولاته : أنا على استعداد للتضحية بنصف شعبي لكي يستقيم النصف الثاني .
أليس في امتنا من هو افضل واكثر ثقافة وقوة وايمانا من جنكيزخان ؟ ..
امريكا والغرب لن يحسبوا حسابا الا للأقوياء .. والحرب دينية ولهذا يعتقد النصارى الإنجيليون أن في كتابهم نبوءة تفيد برجعة عيسى (عليه السلام ) بعد حدوث الكوارث والحروب وبناءا على هذه النصوص وغيرها تكونت لديهم خلفية ثقافية تُؤكد قيام دولة صهيون الكبرى وهدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان تمهيدا لظهور المسيح . ولابدّ من حدوث بعض الأمور كمقدمة منها : أن تصبح ( إسرائيل ) دولة بحدودها التوراتية من النيل إلى الفرات وأن تكون القدس عاصمتها وأن يعاد بناء الهيكل . لان في عقيدتهم : لن ينزل الرب حتى يعاد بناء الهيكل . ولن يعاد بناؤه حتى تقوم اسرائيل الكبرى ولاتقوم اسرائيل الكبرى الا بعد خراب بابل واشور ( لاحظوا : بابل وآشور . اين موقعهما ؟ ) والصفويون يُهددون بخروج مهديهم الذي سيبيد العرب والاكراد ويهدم الكعبة بعد انتشار الزنا والظلم والفساد . دعوتان متطابقتان .
لقد بينت الأدلة الصحيحة أن خروج المسيح الدجال يبدأ من إقليم خراسان وهي من بلاد إيران اليوم فقد ورد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْيَهُودِ عَلَيْهِمْ السيجان ) يقول ابن كثير : يكون بدء ظهوره من حارة يقال لها : اليهودية . النهاية ( ص 59 ) بعد كل ما ذكرت اعتقد اصبح واضحا الان من هم الذين سيخرجون صحبة سيدهم الاعور الدجال ومن اين ؟ … هل تعرفون ان الشاعر الفارسي الفردوسي صاحب المقولة الشهيرة : الكلب يلعق الثلج في اصفهان والعرب تأكل الجراد في الصحراء هو من يهود اصفهان .
بدأت هذه الايام ترتفع الاصوات التي تقول نحن اخوة . بعد الذي جرى من القتل في جنوب لبنان . لكن ماذا تقول كتب الذين تطلقون عليهم الاخوة عن العرب والاكراد وعن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والصحابة وامهات المؤمنين والقرآن ؟ .. بل ماذا فعلوا على ارض الواقع ؟ .. من الذي ساعد الامريكان بإحتلال وتدمير بلداننا ؟ .. من الذي ساهم باعتقالنا وقتلنا وسرقة ثرواتنا وانتهاك الاعراض منذ 2003 حتى الان ؟ .. من الذي هجرنا وتسبب في ذلنا وجوعنا وقتل حتى احلامنا ؟ .. والمصيبة انهم سرقوا لقمة الخبز من افواهنا ومنحوها لاعداءنا .. هل نسيتم ماذا حصل بالشعب اليمني والسوري والليبي والبحريني ؟ .. هل نسيتم ماذا فعلوا بالشعب العراقي منذ مجيء الخميني الدجال ؟
من الذي جاء بكل نفايات الارض ليجعل العراق مكبا لها ؟
انهم يريدون محو العراق ..
هذا البلد العملاق . الذي منذ ان خلقه الله يحمل السلاح ويلبس النطاق ..
انتصر اليهود والفرس والصليبيين وكل اعدائنا تجمعوا علينا . وفعلوا كل ما يمكن ان يفعله الانسان الذي جمع كل صفات الحيوانات القذرة . بل تجاوزها حقدا ودموية في حالات كثيرة . وجوابنا هو ما سترون منا . لا ما تسمعون .
( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )