ذاكرة الحرب وقريبا منها!؟ فلاح المشعل

منبر العراق الحر :
أخبار الحرب تكسر مزاجك، وتؤجل المتع التي تمارسها في يومك، أوقاتا طويلة تمضيها مع الأخبار، ملل يتكرر في كلام المحللين السياسيين وصورهم الباعثة على الكآبة أكثر من معلوماتهم، صور الضحايا ومشهد المباني المهدمة تحيلك لمشاعر وجود صفرية!
عشنا سنوات طويلة في تفاصيل الحرب وعمق مأساتها، المعايشة مع قتلى وجرحى الحرب في الميادين أو المواضع تنزعك تدريجيا من مزاياك الإنسانية نحو منصة أخرى، تكاد تقترب لسلوك الدفان أو فقدان الإحساس!
مشاهدة الحرب عبر شاشات التلفزة ومهارات المصورين تجعل معايشتها مقبولة كضرب من المقامرة والشقاوة أو بدوافع رومانسية الشعار السياسي، وهذا ما تنقله الأفلام السينمائية بتركيز عال، النظر إلى واقع الحزن وتجلياته لدى العوائل لحظة استقبال رفات أبنائهم القتلى، تسقط جميل الاعتبارات أمام نحيب الأم وهستيريا الفقد الذي ينتاب الزوجة أو الأخت في لوعة تعذيب أنفسهن هروبا من قبول ما يحدث من شعور بالضياع والفجيعة!
“يردس حيل الماشايفها، والشايفها يشد عمامة” هكذا تجد المثل الشعبي يختصر الحكاية.
الراقصون للحرب في ميادينها الإعلامية ومهرجاناتها الشعرية وأغانيها المجانية التافهة، هؤلاء يقيمون ولائمهم للموت، ويشيدون مقابر جديدة لضحايا الحرب من الجنود المساقين إليها عنوة، أو الأبرياء حين يزورهم الموت العنيف وهم في بيوتهم، كما يحدث في بيروت، وقبلها غزة الذبيحة!
الخارج من الحرب لا يعود إليها، سوى الرؤساء الفاشستيين والسياسيين القتلة، أو الحمقى ومرتزقة الحروب وتجارها، أو المتوحشين ذاتيا!

اترك رد