منبر العراق الحر :
نحن نزداد غربة ..
اغترابنا وسط الزحام حالة توحد ..
التوحد .. ليس وصمة ولا تهمة ..
نحن توحديون بالفطرة ..
لنا عوالمنا السحرية الخاصة ..
الرب ينفخ فيها نفحات من نور ..
يتركنا تتقاذفنا أحلامنا والخيبات ..
ترسم ريشاتنا قوس قزح .. وقصوراً معلقة في الهواء ..
طموحات وأسفار ..
وطن وعائلة والكثير من الدفء والأمان ..
لكن ..
يحاصرنا الخوف وضبابية المشاعر والعلاقات ..
وبريق مخادع يوقعنا في الشِباك ..
النهايات ترمينا أسرى الصمت والانسحاب ..
فالعيون عاجزة عن تواصلها البصري والتركيز ..
لا نسمع إلا مايُطرب منّا الٱذان ..
الجميع خطأ ..
نحن الصواب ..
حماقاتنا تنتشي بكذبة أنا وبعدي الطوفان ..
والطوفان أخذ معه كل الأحباب ..
غارقون في ملكوتنا الخاص ..
أغلقنا المنافذ وتركنا الجميع خارجنا ..
سجناء مطر الشتاء وصقيع الوحدة ..
عتمة الحزن و وحشة الطريق ..
الوجع استنفذ الصراخ ..
حناجرٌ عقيمة لا تقوى على النداء ..
السلام والعناق فقد الإحساس ..
ياويح قلبي .. كيف سيقول أحبك ..
وهو مكتوم النبض والأنفاس ..
حرره الإله من كل قيد ..
لكنه فقد الرغبة في التحليق والطيران ..
بحر من التناقضات ..
غربة وتوحد واغتراب ..
بقي وجهك الوحيد الغائب الحاضر ..
تاركاً ظمأ الروح بلا ارتواء ..
هي الحياة هكذا باختصار ..
أجمل أحلامنا ..
هي لنا أسوأ الخيبات ..
-د.ريم-