منبر العراق الحر :ذات حين
ما زلت أشربها كل صباح كي لا يقتلني الغياب
و ما زلت أخبىء في أعماق قلبي ذاك الهمس الأثير الذي يحط أجنحته على غرف الحنين كلما
رفرف الشوق براياته الموجعة
ذاك النهار كان ثالثنا محمود درويش و نفناف الثلج أمامنا وعيون الوطن نطالعها من بعيد بينما
كانت الأشجار تتراكض من أمامنا مع الريح
بينما التماثيل الباردة واقفة في الساحة يغطيها الثلج غير مكترثة بالمعركة
-لن تخسر الأوطان
حتى لو كفت الأرض عن الدوران
– وماذا بعد أيها الحديدي العذب أكمل ؟
وتكمل .. وتمر الساعات كالوميض
يغتالني حضورك كطوفان
وأستمع إليك وأنت تقلب في كتاب قلبك
و يتملكني الدهش كلما فردت الأسرار المخبأة وقرأت ما تيسر من حب وقصص خافيات
لا أعرف كيف ينسرب عطرك من أعماقي وأجده يفوح من بين الكلمات
بينما يشغلني التشكيل الكوني حولي
يا حب ..
موغل هذا العالم بفجائع الحروب
لكن الشمس التي تشرق في رابعة النهار
تقول أن الكون دون حب يصبح غابة موحشة وحرب ضروس
و الحق سينتصر لا محالة .