منبر العراق الحر :
لا يمكنك الهروب
أيها الطاعنُ
في غيابات البيت العتيق
طالما أنفاسنا تركض خلفك
كفراشات الربيع
لا يمكنك
و نحن مازال
لنا معك دفء العصافير
في أعشاشها
لنا معك عمراً كاملاً من الحب
و ألف دمع من الفرح
لا يمكنك الهروب
و أنت وحيدٌ تسير على أرضٍ من يباب
يعتريك وهم الأجنحة الأسيرة
فلا تحاول الرحيل
فمثلك لا يجيد السباحة
و لا التحليق بعيداً
فشاعرٌ مثلك يغرق
في قطرة دمعٍ آسرٍ رخيم
لا يمكنك الهروب
و أنت تواري لعنة الحب
عن شيطان الشعر في قلبك الطفل
حاولت مراراً النوم وحيداً
و لطالما كنت رفيق الخيبة دائماً
كلما
هتف الليل في دمعك
بالغناء
لا يمكنك الهروب
و أنت لا تستطيع مغالبة السقوط
في جُبِ البكاء
لا مناص أيها الدرويش
من نتف الريش
طالما أننا لا نستطيع النوم
و أنت بعيدٌ عن أحلامنا
عن حمحمة النجوم
في ليلنا الطويل
عن هدهدة الدمع
في مخادعنا السادرة في لجج
الغياب دونك
لا يمكنك الهروب
و قلبك مازال كالشمع الأحمر
ختماً قديماً حميماً
على باب الدار
سنظل أمام تنوركِ المتوهج
بالحب و الغناء
ننتظرك كلهفة التراب
لقطرة مطر
نتأرجح بين لثغتين
رقصٌ على ألسنة الجمر
و غناءٌ آسر الحنين
…………………………………………………………………
/
مفتاح البركي / ليبيا