منبر العراق الحر :
في بحيرة الخلق الأولى
كنا طحالبَ خضراء
الله يُبدل لنا الماء مع كل شهقة
بفمٍ يلقم منه الروح
التي يفتتها لنا كل صباح
وبعصبٍ وحيد
يدربه يوميا ليكون قلبًا كاملا
يكفي لخلق الغريزة
وتغذية الحياة الجائعة
بلا عينٍ لترى البؤس المنتظر
بلا أيادٍ تحضنُ أو تقتل
القاتل ما زال أخضر كالقتيل
ولا أقدام لندرك أنه خلق الأرض بعد
كل ما نخافه الكذب
ونقيق الضفادع
كل ما نحبه الحزن
_دوائر تتسع شيئا فشيئا_
وشعاع الضوء
مهما يَمُن علينا بحملنا فوق ظهره
مهما هرب منا ليلًا
ومهما طعننا كل صباح
بثقبٍ طفيفٍ في جدار الكلوروفيل
تنساب ذكريات
لا تتناسب والأعوام القليلة التي خبرنا فيها الحياة
متى يعلمنا الله الكلام؟
في جيوبي المتهدلة حنينٌ مبتل
في ضلوعي اللينة خلقٌ محبوس
في مسامرةٍ لطيفةٍ بإحدى الليالي
جلسنا نخطط التاريخ
بينما الله يرسم الجغرافيا
رفضت أن أكون الإسكندر الأكبر
أغواني أن أكون عرافةً تتنبأ بموته
أو خادمةً في بلاطه
تعد الثورات في أرغفة الخبز
ببراءة الخلية الأولى
حجلنا على شفة المياه
أكلنا الخيال من بين أسنانها
فرحنا بكل طفرة تبزغ ببال الله
رقصت حين ترقيتُ سمكة
طوحت ذيلي
بصلصالي النامي
أطلب من الله أن يجعل حوافي ملساء
لتأمن الطفيليات وهي تبيت على جلدي
أول خطوة على الأرض
دهست عشبا مسالما
_أخي الذي لم يتحول صلصالا_
قتلتُ من اللحظة الأولى
فعرفت أنني هنا سأحرس الموت..
حتى يحتضر بين يدي.
ياسمين صلاح