ذاكرة طيف رسائل ( جسد المسافة ) (7)….راوية الشاعر

منبر العراق الحر :

تناولنا صحن الكذب
على طاولة لهفة قديمة
والملاعق تذكرُ تبادل شفاهنا فواكه الحب
كنتَ تُمشطُ أوجاع وعيي
حين كانت أذنكَ يداً صاغية
تلمُ بيت الحكمة وهو يسقط من فمي
تنام بـ جوار كتبي .. تقرأني ..
تلمسني .. تقبلني
تعجزُ عن طوي شهيتي
تغويكَ الصفحات
وأنتَ تشربُ الرفوف التي تنهدني التعب عليها
كنتَ تراقبُ حجرتي وهي تكبرُ بـ هداياكَ
كتاب شعر لـ نزار
لذة لوجع مركون في درج رولان بارت
ومدونة لمجموعة لخطايا الوجود في عقل شكسبير
وافتراض المدن وعطل الإلهة في فلاسفة معاقين بـ العزلة
شبابيك تفتحُ الضوء
لـ مجاهيل نخشى سبرها في بقاع قارات تحتضر
كنتَ تُجلسُني على قدميكَ
تسمعُ نغم قلبي
وأنا أطيلُ الحديث بـ دمعة
يَقبرُها الرمش كي لا تبللْ قميصكَ المترفُ بـ احتوائي
كنتَ تشمُ عطر حزني
جوع تفردي
حين يرجمُ القوم بنات اختلافي بـ حجر مظلم
كانت المائدة ترتعشُ كلما تصادم الصدفة قدمينا
كعبي المثقل بـ كراريس الجامعة
وحذاؤك المنحوت على أرصفة انتظاري
تحت شراشف مطعم طبخَ لنا جدرانه وزواياه
رقصَ لنا ضيوفه العائدين من رحلة حب فائتة
شمعه المعلق دون همس
كنتُ قداحة سجائركَ وأنتَ تدخنُ أصابعي
كنتُ دفاتركَ الضائعة في كل امتحان
كنتُ صفكَ النحوي وأنتَ ترسمني بيتاً في بادية سبورتكَ
ورقة خضراء في صحراء قبيلتكَ
راية زهرية تحملُ بساطة انتصاراتكَ
كحل مارد يخطُ دهشة عباءتكَ
كنتُ قهوة صباحكَ الذي لا يموت
وكنتَ لي ليلاً يعاشرُ ثوبَ القصيدة بـ لذة شبقة
ياه .. باردة ملامحكَ
كـ صقيع يكسرُ وجه النار
ولائحة الطعام فقيرة كـ المناديل
كـ حجة غيابك .. كـ صدري اليتيم
وأصحابنا يتهامسون …
(ربما فارق العمر من أجهض التجربة
ربما عقلُها الجامح بـ القرار وذكورته اللائذة بـ الفرار
ربما نظارتها التي تعكس خيبته
وهو يحرقُ غرفتها
ويُقصي نزارها
ويجرحُ هاجس تشايكوفسكيها
بـ كسر البندق قبل افتلاقه
ويلعنُ البحور والأسفار
وهامات الأبطال وعرش الحداثة وشيطان فاوست القديم)
وظلوا يهمسون …
( الرجل يكنسُ حرية المرأة بعد أن يخلعَ قشورها
والمرأة تخيط جوارب الرجل قبل أن يفضحهُ أصبعهُ الفقير )
صرختْ الطاولة …
( كانَ الفارق منفضة
تلمُ أعقاب احتراقها ودخان عجزهِ
فهي أرادتهُ صديقَ أفكارها
ملهم خلوتها
البعيد الذي لا تنالهُ
السيد الذي لا تخافهُ
المبدأ الذي تغويه المعرفة
الحق الذي يُصان بـ الحكمة
وهو أرادها إطاراً يُطيلُ عمر الذاكرة
في ألبوم الصور )
#راوية_الشاعر

اترك رد