منبر العراق الحر :
لاتكسري لغتي
وراءَ البابِ ريحُ
وأستمطري شَفتي
لعلِّي استريحُ
دمعٌ ودمْ
والليلُ يأكله الندمْ
ووراءَ هذا الحائطِ
المكسورُ خاطرُه
ثكالى تستريحُ
لاتكسري لغةَ النشيدِ
فنشيدُنا
عاشَ الألمْ
إذ كلًَما عدوا اصابعَنا
تدلّى في الحروف فمٌ ذبيحُ
أوكلما سدّوا منابعَنا
تمظهرَ في الرغيف دمُ مسيحُ
دمعٌ ودمْ
به نعتصمْ
لي أخوة
للشمسِ كانوا يسرجونَ دماءَهم
فتساقطوا
قمصانُهم كانت معلقةً على الآمالِ
عطرُالياسمينِ نحورهمْ
وقلوبُهم بيضٌ ولاكلّ
الرجالْ
لي أخوةٌ
عمشُ العيونْ
غزلوا خيوطَ الفجرِ
اغنيةً
وراياتٍ
وبيتاً لليتامى
لي أخوة
(حلوين)
ياعطرَ الخزامى
كنّا نمارسُ لعبةَ السلطانِ
في حقلِ البراءةِ
والمسدسُ كان من فخّارِ سومرَ
والخيولُ من القصبْ
كم كان يأسرنا التعبْ
فنروحُ نركضُ تحتَ ظلِّ النخلِ
نأكلُ ماتساقطَ من رُطبْ
لي اخوةٌ
خمصُ البطونْ
سكبوا زلالَ العمرِ
أغنيةً
وكأساً للندامى
وتوزعوا العربات
والضحكَ الحزينْ
ناديتهم
ياما وياما
سدّوا منافذَهم تماما
صاعدين الى الخلاص
وتدرجوا في اللون
منكسرين في المعنى
يصدُّونَ الخرابْ
بابٌ وبابْ
بابٌ يؤدي للخرابْ
وآخر
تتلمسُ الكلماتُ وحشتَه
وتُفنى
مدنٌ تسافر في الشظايا
والمؤولُ يكسرُ المعنى
ويضنيه الصحيحُ
لاتكسري لغتي…
وراء الباب ريحُ
بابٌ وبابْ
لاشيء يفضي للتدرج
في حقول الروحِ
يوميءُ بالايابْ
فتوسدي حجرا
وكوني دمعةً
واستمطري الكلماتِ
واحترفي النشيدْ
لمّي صغارَك تحت جنحِك
يابلادَ الله
قمصاناً
وثوباً للصلاةْ
هذا قميصُك يابلادَ الطينِ
موشومٌ بأنياب الرصاصْ
وبالعتابْ
ووراءَ هذاالليل
مقبرةٌ
وجناتٌ صفيحُ
ياايها الولدُ
إستدرْ نحوي
وحدِّثني عن الخرّيط*
عن طعم الشفلَّحِ
لونهٍ
لونِ الخرائطِ
جمرةِ الطلقاتِ
يتلوها الرفيفْ
هل كنت وحدَك في النزيفْ
أمْ الوطنْ
هل مرَّ دمُّك في الرصيفْ
بلاشجنْ
الموت سِفرُك.
في التنّوع والعدمْ
دمعٍ ودمْ
مابين فوَّهةِ المسدسِ
او حقولِ الموتِ
والألغامِ
اوذهبِ السكوتْ
كم كنت وحدَك كي تموتْ
بلاكفنْ
وصرخت يانفسي
أمايكفيك هذا الحبُّ حبّاً
كي تموتي؟
وزّٕعتَ حبَّكَ
في القلوبْ
وفي الدروبْ
حبّاً تقاسمه
الشعراءُ
والفقراءُ
والامراءُ
دمعاً كالغروبْ
ولامناصْ
هل كنت وحدَك في الخلاص
ولامناص
كان المسدس شاهداً
والجسرُ
والوطنُ الشحيحُ
علّق قميصَك رايةً حمراءَ
تصطبغُ البلادُ بلونِها
كيما نظلُّ
ولانطيحُ
لاتكسري لغتي…..
وراءَ البابِ ريحُ
……..كامل شياع/مثقف ومفكر عراقي كان يعمل مستشارا في وزارة الثقافة
أغتيل بعد خروجه من شارع المتنبي عام
2009
*الخرّيط/حلاوة تصنع في الاهوار من البردي وهي في الاصل (حلاوة سومرية))#