منبر العراق الحر :
بيضاء َ تبقى على مر ِّ الزمان ِ يدي
الحمد ُ للهِ أنّي لم أخن ْ بلدي
تدري العواصمُ أنّي النايُ في وطنٍ
بحثتُ عنه ُ وعنهم فيهِ لم أجد ِ
فقلت ُ أحيا عراقيّا بلا أحد ٍ
وكيف َ تحيا عراقيّا بلا أحد ِ
وكيف تحيا عراقيّا وآلهة ٌ
شتّى يقولون : لم نولد ْ ولم نلدِ
قد عدت ُ للدار ِ خلْت ُ الدار َ باقيةً
ياليت أنّي لهذي الدار ِ لم أعد ِ
وعدتُ للدارِ موّالا وبي شغفٌ
للماءِ للخبزةِ السمراءِ للسندِ
بقيةُ الهدهدِ الجوّالِ تحملُني
وجيرةُ الأمسِ سمّارا بلا عُقَدِ
حيثُ الدرابينُ نشوى من (دعابلنا)
وحائطُ الطينِ لا ينقضُّ من نَكدِ
والأغنياتُ دكاكينٌ مفتّحةٌ
من أولِ الفجرِ تبكينا على ( حَمَدِ )
والأمهاتُ تنانيرٌ مسجّرةٌ
قلوبُهنَّ من ( الويلاه ياولدي )
للآنَ أسمعُ أنّاتٍ محوّمةً
على السطوحِ لترقينا من الحسدِ
خمسونَ مرّتْ وفانوسٌ يعلّلُنا
أنَّ الذي غابَ عنّا عائدٌ بِغَدِ
وقدْ يعودُ ولكنْ تلكَ معجزةٌ
ظلّتْ معلّقةً في حلمِنا بـ ( قدِ)
![](https://manber.org/wp-content/uploads/2023/12/حازم-رشك-526x330.jpg)