منبر العراق الحر :
حينَ جاءَ الغيابُ متعذِّرًا،
آتِيًا معهُ الرَّبيعُ، قائلًا: حبيبُكِ السَّاقي.
قلتُ: يا ثمارَ الهوى، ونبتتِ الحبُّ، لملمِي ساقَكِ.
ما زلتُ أَجري في حُقولِهِ،
أزرَعُ في أرضِ غيابِهِ بَذارَ الأملِ.
لعلِّي أُجيدُ حصادَ الياسمينِ،
وأُغنِّي من قصائِدِهِ
قصيدةَ الانتظارِ.
أُهدِّئُ أنفَ الحيرةِ،
وأذبحُ قطتَها في ليلةِ عُرسي،
وأُعلِّمُ الإناثَ أنَّ حبيبي
يُجيدُ طَهْيَ اللغةِ مِن أجلي،
كي يَهبَني من مجازِهِ الحياةَ.
وأغفرُ له ذنوبَ الغيابِ.
ويسمعُني صوتَ الناي،
يَشقُّ صدرَ الحكاياتِ
كي يَجمعَ ابتساماتي بين كفَّيْ صدقِهِ،
ويكسرَ قنِّينةَ تمرُّدي
كي يفوحَ عطري مع أنفاسِهِ.
هدى عزالدين