العراق هل يشهد تحولات نوعية؟ فلاح المشعل

منبر العراق الحر :
ما حدث في لبنان وسوريا خلال الشهرين الأخيرين، يلخص بكثافة دلالية أخطاء ومخاطر أن تكرس الأوطان ومواردها البشرية والمالية لخدمة ال “العقائد” الطائفية ومصالحها العابرة لحدود الوطن نحو فضاء الأديان ومركزيتها المذهبية، الظاهرة تجلت بوضوح في لبنان وسوريا، إذ عبرت عن هشاشتها وعدم قدرتها على الصمود، فتلاشت قوة حزب الله، وسقط النظام السوري، دون أن يجد من يدافع عنه من الشعب السوري.
سقوط متسارع ومفاجئ أصاب إيران بالصدمة والذهول وكذلك الجهات أو الدول الداعمة لهذا التوجه.
إدراك الحقيقة متأخرا يستدعي إجراءات فاعلة في تقديم ما هو وطني على ما هو طائفي أو مذهبي، الشعب هو السد المنيع عندما يشعر بأن النظام السياسي يمثل مصالحه وحريته ومستقبله، وليس منكفئا على طائفته أو مصالح حزبه وبقية الأحزاب المشاركة في احتفالية السلطة في نهب المال العام والمحاصصة، العراق اليوم أمام هذا الاختبار التاريخي المهم، حيث تجربة لبنان وسوريا لتؤكد للقائمين على النظام خطأ المسارات التي سادت منذ 2003 وحتى الآن.
مطلوب الآن مواجهة الحقائق والاعتراف بالأخطاء والتجاوزات التي حصلت بحق الشعب العراقي، وإيقاف مسارب الفساد الذي أنهك الوطن والمواطن، وتحديد نمط العلاقات مع الدول الخارجية على أساس مصالح العراق أولا، وشعب العراق أولا، دون تمييز طائفي أو عرقي أو حزبي أو مناطقي، وغيرها من علامات التخلف السياسي والفشل الإداري.
* السؤال المهم الآن، هل يستطيع الطائفي أن يفصل بين الوطني والطائفي؟
*هل تستطيع الطبقة السياسية “الفاسدة” هل تستطيع أن تُصلح فسادها ذاتياً؟
هذان السؤلان إذا استطاعت الطبقة السياسية بتنوع أحزابها وطوائفها أن تقوم بهذه الإجراءات، وفق إدراك ما يحدث من تحولات إقليمية وسياسية ومواقف متبدلة ومتحركة تفرض عليها العودة نحو مركزيتها الوطنية.

اترك رد