النظام البائد لم يكن يوما نظاماً طائفياً….د.علي مخلوف

منبر العراق الحر :…#أفلا_تعقلون…#الأنظمة_السياسية_القمعيةهي_بحد_ذاتهاطائفة…

مشكلة سورية هي مشكلة نظام سياسي , استبدادي و قمعي , قبل ان نقول مشكلة ” نظام طائفي ” فاذا كان طائفياً فهذا يعني أنه نظام يعمل لمصلحة طائفة بعينها دون الطوائف الأخرى .و هذا باعتقادي أبعد ما يمكن عن الحقيقة .
الأنظمة السياسية القمعية عبر التاريخ كانت هي بحد ذاتها ” طائفة ” يجتمع فيها و حولها من ينتمي إليها , و من يستفيد منها , فطائفة ذلك النظام كانت كل من استفاد منه , و كل من خدمه , هذا لم يكن حكراً على طائفة دون أخرى , لقد اجتمع حول ذلك النظام و اصبح الجزء المكون لطائفته و من رموزه عائلات كثيرة لم تقتصر على عائلة الاسد و مخلوف الساحل و شاليش و غيرها من العائلات المحسوبة على البيئة التي خرج منه , بل كانت عائلة طلاس و الزعبي وخدام و الاحمر و مشارقة….والشهابي و ………….والاخرس …و..وكان زعماء العشائر و رجال الدين المعروفين… .و ..و…و…
و هؤلاء كانوا جميعا قد استفادوا من ذلك النظام و تسيدوا على كل مفاصل الدولة السورية .
عندما رحل رأس النظام عام 2000م لنتذكر جيداً من كان السند الحقيقي لتوريث ابنه الحكم ( بالرغم من فقدانه الواضح للأهلية التي تخوله القيام بهذه المهمة ) ..بمخالفة صريحة وواضحة للدستور و خرق فاضح للقانون ؛ كان راعي و دينامو عملية التوريث هو مصطفى طلاس ابن الرستن و ليس ابن القرداحة و كان رئيس مجلس الشعب محمود قدورة ” الليبي ” و ليس ابن القرداحة او ابن الساحل .. و كان ذلك التوريث بمباركة غربية و شرقية فقد باركتها الولايات المتحدة بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية ” مادلين اولبرايت ” و باركته أوروبا الغربية بحضور الرئيس الفرنسي ” جاك شيراك ” و باركه العرب بحضور الرئيس المصري ” حسني مبارك ” و ولي العهد السعودي ” الامير عبد الله ” .
ذلك التوريث و الحرص عليه لم يكن يعني لنا في سورية إلا شيئا واحدا فقط , و هو الحرص على استمرار سورية بدون نهضة و بدون قوة حقيقية , لانه نظام اقصائي و استبدادي لن ينتج الا الخراب و الدماء و تهجير العقول و الكفاءات .
و استمرا هذا النظام كان يعني أيضا استمرار الميزات التي عاش عليها المحيطون به من ضباط ووزراء و مسؤولين الذين ذكرنا بعصا منهم .
اولئك الذين عاشوا و اترفوا و افسدوا في ظل هذا النظام , مقابل شعب كامل و بخاصة الشعب المحسوب على طائفة هذا النظام كان يعيش اسوء أيامه من الفقر و الحرمان و ما زال , فقد كان نظام الاسد حريصاً على إبقاء تلك البيئة المحسوبة عليه خالية من أي تنمية حقيقية و من أي مصادر دخل صناعية أو تجارية او زراعية حتى لا يبقى أمام شباب هذه البيئة إلا التطوع بالجيش و الأمن – لأنها السبيل الوحيد امامهم للوصول الى مرتب شهري يعيشون من ورائه – و هؤلاء كانوا الوقود الحقيقي الذي تم الزج به و التضحية به لحماية كراسي أولئك المترفين .
يكفي تحميل طائفة معينة جرائم هذا النظام , فقد كانت الطائفة التي خرج منها هي الأكثر تضررا و الأكثر تهميشاً و تهشيماً .
اسألوا جدران السجون في صيدنايا و أقبية المعتقلات في أفرعه الأمنية لتعرفوا كم عدد المعتقلين من الطائفة المحسوبة على النظام البائد .
في يوم من الأيام كان من قرية واحدة في ريف مصياف أكثر من مئة معتقل سياسي في آن واحد.
اليوم : نحن في منعطف تاريخي جديد لبناء سورية الحديثة , سورية التي تجمع كل أبنائها تحت علم واحد .
ما نتمناه على العهد الجديد الذي نرحب به و نتفاءل بما قدمه حتى الآن هو ارساء روح التسامح قبل الانتقام و ارساء الحرية و العدالة قبل الاقصاء و الظلم , لرفع الحيف و الظلم عن كل الأطراف التي تجرعت كأس المرارة من ذلك النظام البائد الذي رحل بطريقة تليق بنذالته و قذارته عندما ترك جيشه مشرداً في الطرقات و البلدات .
نحن مع سورية الحوار الوطني , سورية البرلمان و الحريات , سورية الدولة المدنية , دولة القانون و المواطنة . سورية العيش المشترك , سورية لن تنهض إلا بكل أبنائها و من كل الأطياف و التيارات .
………………د.علي مخلوف

اترك رد