الأنظمة الرموزية….مصطفى الشهد

منبر العراق الحر :

تعمّد الأنظمة الاستبدادية -خاصة التي تتوقف عن إيجاد مشتركات مع شعوبها- إلى تكريس رموزها في الشوارع العامة والدوائر الحكومية والإعلام الرسمي. بل وحتى في المدارس والمناهج التعليمية والجامعات ودور العبادة.
عندما تتوقف الدكتاتورية عن إقناع الناس بضرورة وجودها، ستبدأ بإرغام المجتمع بمزيدٍ من التماثيل والصور والأناشيد التي تمجّد الدكتاتور.
ومعاقبة وإذلال اولئك الذين يتحدونها في الفضاء العام.
إذ ستتحول موارد الدولة من مواجهة الأعداء الحقيقيين إلى أجهزة قمعية ضد أهل الداخل.

إلّا أن هكذا سياسة دائمًا ما تتهاوى في أية لحظة تغيير، وبغض النظر عن البديل.
إذ ستتمزق الصور وتُحرق، بل وفي حالات رأيناها في عراق ما بعد 2003 تحولت تماثيل صدام إلى مراحيض عامة ليس بفعل فاعل، بل بالإرادة الاجتماعية المشتركة للثأر والتحرر.
تلك الإرادة التي رأيناها في سوريا مؤخرًا، وفي ليبيا وتونس ومصر.
تلك اللحظة التي ليست ببعيدةٍ عنّا، ليست بتدخل خارجي، بل مدفوعةً بغضب و ألم من العامّة لمعاناتهم و فقرهم وسوء أحوالهم المعيشية.

أعتقد أن الأنظمة -أو الطبقات السياسية- التي تركز على إرغام نفسها على المجتمع هي أنظمة ميتة سريريًّا وتنتظر لحظة إعلان وفاتها وإن طالت، فالسقوط حتمي .

اترك رد