رسالة إلى أبي…..فاطمة الداودي

منبر العراق الحر :
لم أعد حزينة بما يكفي
لأخبرك عن رجل غريب ،
منذ الوهلة الأولى.،……
لم تكن فكرة زيارته واضحة
بدا لي كسنوات قلقي الناضجة
التي رفضت فيها بشدة الاستسلام لغفران ما حصل.
كنت واقفة إلى الجانب الايسر من طيف ذاك الغريب
ولمحتك في أرق ليلات منتظرة رؤيتك.
كنت أنت الرجل الآخر
تقف بحذو الجانب الآخر من الطربق
تنظر إلي في حيرة شديدة مما قد يحصل لي خفية عنك،
كانت ملامح حزنك شاردة .
تركت ذاك الغريب لمحادثتك:
معذرة يا أبي
لن أخبرك عن كل ما حدث لي في سنواتي العشر الاخيرة، بعد أخر زيارة لك
لكني سوف أخبرك
عن أمر هذا الرجل الغريب.
أتى ليشمر عن نفس كاحل لهفة منه ومني نحو رحيل.
سوف أخبرك الآن يا أبي ،
عن معني رحيل أقرب منه إلى حلم دفن تحت بلاط بهو منزل مهجور وبارد.
عن أخر زيارتك لي في غفوة مني وشبيهة باليقين
بعد محاولة انتحار بائسة مني للهروب
وفي خضم جملة من ادراكات العجز
سمعتك تطلب مني
مرافقتك إلى عالم لا يدفع فيه الرجال ثمن دفن جثث النساء في غرف النوم .
إلى عالم لا يتحول فيه الهروب إلى محاولة انتحار
لكني رغم عرضك السخي رفضت مرافقتك،…..
وأخبرتك
أني لا أستطيع ترك أبنائي.
منذ تلك الغفوة لم تعد لزيارتي مجددا.
كنت أبرر غيابك انك لم تعد تهتم لامري بعد رفضي لطلبك.
كنت سأخبر أبنائي عن ذاك الغريب
كما أخبرك الان عن رغبتي في الرحيل معه.
فاطمة الداودي

اترك رد