ليلة الخميس الاخيرة….عبد الكريم حنون

منبر العراق الحر :..(الى روح صديقي الاديب والشاعر كريم خلف جبر الغالبي ، ما اقسى قلمي .! ، لم يخطر في بالي يوما ، بأن قلمي سوف ينعاك بقصيدة ، او يكتب عن قصة ليلتك الاخيرة – )…

في تلك الليلة ..
كانت حدقات عينيك الذابلتين
تخبرني عن الساعة الاخيرة …
عن قصيدة الرحيل الى مكان بعيد
مكان اخر ، لم ترتاده جيوش ذاكرتك المتوقدة من قبل …
سوى ما كانت ترسمه ،
اوجاع لياليك الملتهبة بالسهر والوجع و صمت القواقي ….
تخبرني عن انين قلمك المضمخ
بالحزن والاسى
عن شرفات قصائدك التي اشاحت بوجهها الشاحب بعيدا عن نوافذ المشفى ….
وكأنك تنتظر وجها لم تره من قبل ، لم يات بعد…
عيناك الجميلتان تسمرت في وجه الباب
تبحث عن وجوه حروفك الشاردة
وعن قصة الوجع التي تكاد ان تنتهي
عن المشهد الاخير لرواية الرحيل
الذي كانت تكتبه انفاسك باتقان …
عن ابطالها الذين تمردوا على
طراوة ذاكرتك التي لم تزل تتذكر
عن فصولها التي أمست كوابيس منام …
رسائلها المشفرة ، تكتب قصيدة الموت بلا شفقة …
تهمس في اذنيك بصوت قوافيها الحزينة….
ايها القلم العتيد ، قد ازفت الساعة
وجف النهر …
أيها القادم الينا بحقائب الوجع والذكريات وهموم السنين ،
الم تسمع صدى صهيل خيول
العابرين…؟
قد آن الآوآن ، لحرفك الرشيق ان يرسم قصة الليلة الاخيرة
كل شي في تلك الليلة،
كان يغرق في صمت الانتظار
الا صوت نبضك المتعب
كان يسابق عقارب الساعة
عقارب الساعة مهر جموح
تشاكس الوجوه الخائفة التي تلتف
حول جسدك النحيل
الا وجها كنت تنتظره
ولم يات بعد …
الفجر بدأ يغازل ساعته الاولى
لم يكن صباحه الحزين ، كالصباحات الجميلة
التي كنت تنتظرها كل يوم مع العصافير وفراشات الحدائق ،
و صوت عبد الباسط و سجادة الصلاة ….
انه فجر مختلف ، زائر غريب
انفاسك المتعبة كانت تتباطئ
كانها تسدل ستائر الليلة الاخيرة …
ستائر الليلة الاخيرة ، تنشد لك
قصيدة الوداع التي يكتبها انين انفاسك المتباطئة …
لا ادري ، يا صديقي…
هل كنت تعلم ان ليلة الخميس
ستكون عنوانا مثيرا
لقصيدتك الاخيرة …؟

……

اترك رد