مقبرة الليلك….افين حمو

منبر العراق الحر :
في المقبرة
كنتُ زهرةَ الخشخاش الوحيدة
التي تُربّي في جذورها أحلامًا مكسورة
الأرضُ هنا تفتحُ جروحها للظل
تُخبّئُ صوتَها في جوف حجرٍ يغفو مثل حريق
وتتركُ النبضَ مُعلَّقًا
كطائرٍ يتأرجح على وترٍ مقطوع
أغرقُ في الليلك
أبحثُ عن أغنيةٍ تهربُ من الرياح
ووجوهٍ تاهتْ في الذاكرة
كقطراتٍ تسقطُ من كفّ ميت
لكنني، كلما اقتربتُ
تقمّصني الفراغ
ومحا ملامحي في مرآة الليل
الشاهدُ الوحيد
ظلُّ شجرةٍ
يحتفظُ بأسماءٍ تمزقها الريح
وغصنٍ يلتفُّ حول ذاته
كمن يطوّقُ عنقه
خوفًا من أن يُبصرَ النهار.
الصمتُ هنا
ليس صمتًا
إنه خطوةٌ تلتهمُ الخطى
وحنينٌ يزحفُ تحت أقدام الوقت
فيما زهرةُ الخشخاش
تخلعُ جلدَها الأحمر
وتُحلّق كأثرٍ هشٍّ
في فضاءٍ بلا نهاية
هنا
حيث لا أثرَ للظل
ولا قبرَ للنسيان
أنا بقايا صوتٍ
تفتّتَ في حلق الريح
أنا خريطةُ خطى
لم تجد أرضًا تحتضنها
أنا مقبرةٌ يفيضُ منها الليلك
ولا يتجرأ الضوء على ملامسة أطيافها
أفين حمو

اترك رد