منبر العراق الحر :
متى كبرت؟؟
وصار الشيب جزءًا مني
كما يدي
كما إصبع قدمي الصغير
كما قلادة الخيبات التي لا تفارق عنقي
لا أدري متى ابيضّ القلب شيبًا وأحزانًا وخيبات
ولا متى نبتت للصديقات فروعٌ
ونضجت ثمارهن
بينما لم تُزهر أشجاري بعد
ما زلت كشجرة عارية
بلا فروع ولا أغصان
ولا أحتاج الا لمطر يشبع جذوري التي جفّت
لماذا صار للرجال الذين هجروني
نسوة وبيوت وعشيقات وأطفال؟
ولماذا أهدوا مشاعرهم لغير أهلها؟
ولماذا روت مياههم أشجارًا أخرى
لتثمر ثمارًا كريهة الطعم؟
ألم يكن بي ما يكفي ليحيا فيَّ الزهر؟
لا أدري لماذا أنا هنا
بينما الصديقات هناك
يودّعن أزواجهن وأطفالهن
في بداية يوم جديد
لا يمر الي
ويمرّرن أقدامهن في مياه الجنة
وأنا ما زلت أغرق في سحيق لهيب الجحيم
ولمَ الرجل الذي أحببته
يجرب طعم ثمار أشجار أخرى
ولا يمرّ ليسقي زرعه فيّ؟
هل أنا جفاف لا أمل من أن يُروى؟
لا زوج لي أودّعه
ولا أبناء نضجوا مني وكبرت بذورهم في رحمي
ها أنا أمرّر أقدامي في لهيب جهنم
أبحث عن معاني الضياع في كل خطوة
أنا لست أمًا
ولا من تحتي تجري أنهار الجنة
أنا رنيم
حبيبتك القاحلة
الشجرة التي تخلى عنها الثمر
بعد أن نضج.
عرفتني؟
كيف حالك؟
—
رنيم نزار