منبر العراق الحر :
يا سائلاً عني وعن أوجاعي
هلّا سألت الريح أين شراعي؟
هلّا سألت الصمتَ يحكي قصَّةً
عن سر هذا الحُزن في أطباعي؟
هذي حكايةُ مُوجعٍ من بؤسه
أفنى التصَبُّر وانزوى للقاعِ
يا سائلي: ماذا وجدتَ لتشتكي
حتى سأمتَ وكم وقفتَ تُداعي؟
أنا نخلةٌ شحتْ عليها قطرةٌ
من ماء دجلةَ حيث كان يراعي
أنا وردةٌ بين الحقول ونحلةٌ
طارتْ فأين حميَّةُ الزرّاع؟
قد كنتُ أحلمُ باسطاً في جنتي
تلكَ الذراعَ وهكذا أشياعي
ولقد حَلمتُ وكنت أبغي دولةً
فإذا بها الأحداث وهي الناعي
حزنٌ تفرَّد في اصطحابِ مسيرتي
لم يحزن السيّافَ فقدُ ذراعي
إن الخطيئةَ إن أتتْ من فاجرٍ
ليسَ الخطيئةَ إن أتتْ بقناعِ
فإذا بنا نحيا وكلُّ خطيئةٍ
بٱسم الإله، وما استساغَ يراعي؟
أسروا العقولَ وما رأيتُ مصيبةً
مثل التي أملَوا لعقلي الواعي
هم يسلبونَ من الطفولة سرّها
حتى النضارةُ ألحقت بصراعي
باتت على شفةِ الضميرِ غريبةً
تلك الحكايا عن مصير جياعي
خذ من كلامي يا أريبُ مقالةً
يبدو كأن تحتاج جُهدَ سماعِ
(لا تربط الجرباء حول صحيحةٍ)
خوفا عليها من نفاق الراعي
….