لماذا رفض السوداني طلب وزير خارجية حكومة الجولاني بلقاء السيد السيستاني؟ عدنان طعمة

منبر العراق الحر :
التسريبات شبه المؤكدة أفادت ان وزير الخارجية حكومة الجولاني السورية “اسعد الشيباني” طلب لقاء السيد السيستاني لطمأنته على وضع الطائفة العلوية في سوريا ، الا ان السوداني لم يتفاعل وطلب الشيباني خوفا وخشية من حلفاء ايران في الاطار التنسيقي..
ان تصف السياسة بالقذارة والمناورة الوسخة والغايات تبرر الوسائل مهما كانت هذه الأخيرة قذرة، فإن طلب الشيباني خطوة إيجابية نوعا ما فيما إذا كانت نابعة من نوايا صادقة تهدف إلى حماية الطائفة العلوية في سوريا وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
لكننا يجب الاعتراف أن هذا الطلب يهدف كغطاء لتعزيز شرعية نظام له تاريخ مسلح مثير للجدل.
السياسة قد تكون قذرة والسوداني استقبل الشيباني من باب مظلة الحكمة والشفافية، وتحقيق المصالح العليا لبلد مثل العراق ، وليس إلى تعزيز أجندات سياسية محدودة. الا ان ذلك سيجعله يدفع الثمن خصوصا من اخوته الاعداء حلفاء ايران في الاطار التنسيقي..
طلب الشيباني لقاء المرجع الديني السيد السيستاني، لطمأنته على وضع الطائفة العلوية في سوريا. هذه الخطوة، وإن كانت تبدو دبلوماسية في ظاهرها، إلا أنها تحمل في طياتها أبعادا سياسية ودينية وطائفية معقدة. فمحاولة طمأنة الحكومة العراقية والسيد السيستاني بحماية الطائفة العلوية في سوريا قد تكون في ظاهرها إنسانية ودينية، لكنها في العمق تحمل أبعادا سياسية تهدف إلى تعزيز شرعية النظام السوري، وإيجاد مبررات للتعاون معه تحت ذريعة حماية هذه الطائفة الكريمة. وهذا يطرح تساؤلات حول مدى صدقية هذه الدعوات، وما إذا كانت تستعمل كغطاء لتحقيق أهداف سياسية. من ناحية أخرى فإن إقامة علاقات مع النظام السوري، تحت مظلة حماية الطائفة العلوية والتعاون الامني والاستخباري بين الدولتين ، قد يكون له تداعيات على الأمن العراقي. فالنظام السوري الحالي الذي كان جماعة اسلاموية متطرفة ، وارتبط تاريخيا بعلاقات مع جماعات مسلحة وفصائل متطرفة كتنظيم القاعدة وداعش، قد يشكل تهديدا للأمن العراقي إذا لم تدار هذه العلاقات بحذر شديد. لذلك، فإن أي تعاون مع النظام السوري يجب أن يكون مشروطا بضمانات حقيقية تحمي العراق من أي تداعيات سلبية مستقبلية .

اترك رد